|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
[size="5"]لوالدة الإله مكانة خاصة في الليتورجية الأرثوذكسية، ولكن، كما هو معروف، هناك خدمات تتوجه مباشرة لها والمعروف منها بين المؤمنين بشكل كبير هما خدمة صلاة “المديح الذي لا يجلس فيه” و “البراكليسي الصغير” وتمتاز الثانية باحتوائها على طلبات حارة لمختلف جوانب الحياة ومصاعبها، نطلب متضرّعين أن تَحمينا وتُعيننا وتَشفينا بشفاعتها عند المولد منها، وسمي البراكليسي الصغير لأن قانونه صغير مقارنة مع قانون “البراكليسي الكبير” ويختلفان عن بعضهما البعض بنص القانون والمقطع الإنجيلي أما ترتيب الخدمة فذاتها، ونرتلهما بالتناوب مساء كل يوم من صيام السيدة الواقع قبل عيد رقادها 15 آب، ما عدا مساء غروب عيدي التجلي ورقاد والدة الإله، كَتب القانون الصغير المرّنم ثاوفانس (وهو الراهب ثاوسستيريكتوس وليس ثاوفانس المعروف) أما زمن كتابته فهو غير معروف على عكس القانون الكبير فكتبه الملك ثيوذوروس الثاني منتصف القرن الثالث عشر، ويمكن أن نرتلهما عند كل حاجة وضيق. توضح الطروبارية الأولى لقانون البراكليسي الهدف المرتجى من صلاته وهو الحماية من التجارب والمصاعب:
“تجاربٌ كثيرةٌ قد شملتنا أيتها العذراء، فأليك نلتجئ طالبين الخلاصَ، فيا أم الكلمة خلصينا الآن من المصاعب والضيقات” (الطروبارية الأولى من الأودية الأولى) لكن ما هي التجارب؟ وكيف نتجرّب؟ وكيف نواجهها؟ 1. ما هي التجارب؟ التجارب هي التي تضع إيمان ومحبة وطاعة الإنسان لله على المحك فتتعبه وبالتالي يمكن أن تدفع الضعفاء منا لمخالفة وصايا الله وارتكاب الخطايا، ومن بعض هذه التجارب: - هي أي شيء يدفع الإنسان لارتكاب الخطايا ومخالفة وصايا الله. - هي المشاهد المثيرة والقذرة من صور أو كلام… - هي أي شيء يدفع الإنسان ليفقد إيمانه و صبره و رجائه. - هي أي ضيق مادي أو فشل في العمل يعيق الإنسان عن التقدم نحو الله. - هي كل شيء يعيقنا عن تقديم واجباتنا الاجتماعية أو الدينية. - هي كل شيء يسخر من الدين أو الأخلاق….. - … وعندما نتعرض لأي منها أو أكثر فلنصلي لوالدة الإله لكي تطردها عنا لأنها ملجأنا: “أيتها البتولُ، إنك تطردين عنا صدمات التجارب وطوارقَ الآلام، لذلك نسبحُك مدى جميع الدهور” (كانين الأودية الثامنة) 2. كيف نتجرّب؟ مصدر التجارب داخلي وخارجي، تعود الخارجية منها إلى الناس من حولنا فيضايقوننا ويزعجوننا ويتّدخلون بحياتنا الخاصة: العائلية، المهنية، الدينية… فيصبحون كأدوات يحققون غايات الشيطان ويصعبون حياة المؤمن، مستخدمين أدوات متنوعة: طول اللسان أو الضرر الجسدي أو السحر أو… ودرجة تحمّل الإنسان فهي مختلفة بين واحد وآخر ولكنها بالعموم محدودة، وعند تجاوز هذا الحد يمكن أن يقع في اضطرابٍ وضيقٍ بالتالي يمكن أن يفقد سلامه وإيمانه بالمعونة الإلهية فما عليه إلا اللجوء لوالدة الإله مرتلاً خدمة البراكليسي لتنتشله بشفاعتها من هذا الضيق: “أيتها العذراءُ، بما أنك ولدت المخلصَ فأليك نتوسلُ أن تنقذينا من كل المصاعب، لأننا إليك نلتجئ ونُبسطُ النفسَ والعقلَ نحوَك” (ذكصا الأودية الأولى) قانون البراكليسي ينّبهنا بوجود مصدر آخر للتجارب وهو الشيطان: “أيتها العذراءُ، إننا نعرفكُ شفيعةً لحياتنا وصيانةً حريزةً مزيلةً جماحَ التجارب وداحضةً حيلَ الأبالسة، فنضرعُ إليك على الدوام أن تنجينا من فساد آلامنا” (الطروبارية الثانية من الأودية السادسة) هذه الشياطين والأبالسة لا تكل ولا تتعب في محاربة المؤمنين فتجرّبهم في إيمانهم ورجائهم بالله وتحاول إيقاعهم بالتكبر وتشجّعهم أن لا يتوب وتقويهم على تبرير خطاياهم…. فهي تحارب الكل وبشتى الوسائل لكي توقع البشر بتجارب وضيق وشدة كلها حسداً وغيرة من الإنسان. وليس على المؤمن سوى الصراخ لوالدة الإله أن تعينه من شدة تجارب هذه الشياطين: “أيتها السيدةُ الكليُ قدسها، لا تكلينا إلى شفاعة بشريةٍ، لكن تقبّلي ابتهالاتنا نحن عبيدك لأننا في ضغطة وحُزن. ولا نستطيع أن نحتملَ قسيّ الشياطين، وليس لنا سترٌ ولا ندري إلى أين نلتجئ نحن الأشقياء المحاربين من كل جهة، وليس لنا سلوهٌ سواكِ، فيا سيدةَ العالم يا رجاءَ وشفيعةَ المؤمنين لا تعرضي عن ابتهالاتنا بل اصنعي ما يوافقنا” تشكل نقاط الضعف الداخلية للإنسان، أي أهوائه، باباً كبيراً لدخول التجارب هدفها الشيطاني أن توقع الإنسان في الخطيئة ليخسر خلاصه، لذلك علمنا الرب أن نصلي في الصلاة الربانية: “ولا تدخلنا في تجربة لكن نجّنا من الشرير” 3. كيف نواجهها؟ لمواجهة هذه التجارب يجب علينا أن نضع في أذهاننا ما يلي: أ. يسمح الله بالتجارب لكي يزداد إيماننا وننضج روحياً وذلك بعد أن نتجاوزها، يقول القديس يعقوب الرسول: “احسبوه كل فرح يا إخوتي حينما تقعون في تجارب متنوعة” (يعقوب 2:1). ب. لا يسمح الله أن نتجرّب بما هو أكبر من طاقتنا على التحمل: “الله أمين الذي لا يدعكم تجربون فوق ما تستطيعون بل سيجعل مع التجربة أيضاً المنقذ لتستطيعوا أن تحتملوا” (1كو13:10). ت. الله يعيننا ولا يتركنا، وشرط أن يساعدنا هو أن نقدم ما نستطيع وبكل قوانا من صلاة وصوم وتعب روحي مجاهدين أن نصنع مشيئته، وعندما لا نستطيع تجاوز هذه التجارب من بعد تعبٍ فلا بدّ أننا سنلقى العون منه: “لأن ليس لنا رئيس كهنة غير قادر أن يرثي لضعفنا” (عبر15:4)، لأن الذي تألم وجرُّب محبة فينا قادرٌ أن يقيمنا نحن الواقعين في التجارب: “لأنه في ما هو قد تألم مجرباً يقدر أن يعين المجربين” (عبر18:2). عندما تقصى التجارب وتقوى أهوائنا وتضعف قوانا سنتخبّط باحثين عن ملجئ، علمنا آباء الكنيسة أن ملجئنا في الضيق هو والدة الإله فبشفاعتها هي المعينة لمواجهة التجارب والمحن والشدائد ونعرف أننا، وبكل تأكيد، سننال طلبتنا وسننجو من كل المصاعب بشفاعتها، هذا ما تقوله التراتيل الكنسية الخاصة بوالدة الإله وخصوصاً خدمة البراكليسي. آمين [/size منقول |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
الحياة تجارب |
تجارب الحياة |
الحياة تجارب |
الحياة تجارب |
الحياة تجارب |