رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
ابراهيم عيسى | وُعَّاظ محمد مرسى! السكة خطرة ونتائجها ستكون على دماغنا جميعًا.. إنها السكة التى يسير فيها وعاظ جوامع محمد مرسى وخطباء مساجد طلعت عفيفى وخدام السلاطين فى مساجد ضرار كل جمعة وكل خطبة، هذه سكة اللى يروح مايرجعش، سكة نفاق الحاكم وتقديس الرئيس باسم الدين والدين برىء من شيوخ الفتنة وخطبهم التى لا تستهدف إلا الفتنة ولا تسعى إلا إلى التخوين والتكفير وقسمة المجتمع. لاعِقو حذاء الرئيس موجودون فى تاريخنا بوفرة، بل ما كان موجودا غيرهم تقريبا على المنابر، وكان هذا سبب انحدار الأمة وسقوطها فى حضيض الحضارة تحت سنابك الاستعمار من الخارج والاستحمار من الداخل! لقد استفتى الخليفة الأموى يزيد بن عبد الملك فقهاءه الضلالية «هل يحاسب الله الخلفاء يوم القيامة على أفعالهم؟ فأفتى له أربعون فقيها بأنه لا حسابَ على الخلفاء يوم القيامة»... مشكلة الأمة -فى الحقيقة- كما أنها فى الخليفة الذى سأل، فهى فى الفقهاء الذين أجابوا، وقد صار الخليفة ملكا أو رئيسا أو مرسيا وصار الفقهاء وعاظ مساجد وخطباء أوقاف وسلفيى فضائيات وإخوان إنترنت! نحن فى حاجة إلى رئيس صادق لا يحنث بالوعد ولا يغير آراءه ومواقفه حسب مصالحه، فبينما يدّعى محمد مرسى أنه يقتدى بالخليفة أبى بكر فإنه يلحس كلامه كأنما لم يقُلْه، الخليفة الصديق أبو بكر عندما تولى خلافته خطب قائلًا: «لقد وُلِّيت عليكم ولست بخيركم.. أيها الناس أطيعونى وأعينونى ما أطعت الله فيكم، فإن خالفته فلا طاعة لى عليكم»… ومثل الخليفة العظيم عمر بن الخطاب حين يقول عند توليه الخلافة: «فإن زغت فقومونى» فيرد أعرابى قائلا: «والله نقوِّمك بحد سيوفنا»، فلا يشكو عمر بل يشكر.. أما مرسى فيقول ثم يراوغ ويتهرب. نحن فى حاجة إلى الخليفة والحاكم الذى يخاف الله ولا يدّعى مثل محمد مرسى أنه يعرف أكثر وأنه لا رادَّ لقراراته ولا رقابة على قوانينه ولا رجعة عن استبداده، هذا المستخِفّ بشعبه الذى صدّق فى خمسة أشهر كذب ونفاق وغباء مَن حوله الذين يروّجون أنه ظِلّ الله على الأرض. فقد انفرد فى تاريخنا العربى بالسلطة الفرعون والسلطان والملك والخليفة، واستأثروا بها من دون الأمة فانحرفوا واستبدُّوا وتَسلَّطوا ونهبوا وأفسدوا، وانفرد السلطان بالرأى، رأيه أو رأى فقهائه المأجورين أو جماعاته السرية الخفية، ورأى مجموعات المصالح والمنتفعين من المستشارين من رجال المال والتجارة. لماذا يذكِّرنى محمد مرسى فى كلامه وخطبه ووعظه البارد المملّ بحكاية عبد الملك بن مروان الذى كان عابدًا زاهدًا ناسكًا فى المدينة قبل الخلافة، فلما جاء أمر الحكم إليه كان يقرأ فى المصحف الشريف وهو فى حجره فأطبقه وأغلقه فورا وقال: «هذا آخر عهدنا بك»؟! لقد أقفل المصحف، ومن ساعتها لم يفتحه حاكم أو رئيس رغم ما يدّعونه ورغم ما يزعمونه ورغم ما يكذبونه! ولما كانت الفضائيات السلفية والإخوانية مخلصة جدًّا فى نفاقها وفى تقديس رئيسها المرسى وفى محاولة إقناعنا أنه مُرسَل من لَدُنْ حكيم خبير وأنه حامى حِمَى الإسلام، وبعضهم من منافقى خطب الجمعة ووُعَّاظ الضلال والتضليل كان يشبِّهه بالنبى الكريم صلى الله عليه وآله وسلم وبصحابة الخلافة الراشدة، فنحن نحذِّرهم أنهم يسيرون فى طريق جهنم السياسى وقد وصلت بهم الضِّعة إلى ما وصلت إليه بالشاعر ابن هانئ الأندلسى الذى أنشد فى الخليفة الفاطمى المعز لدين الله قصيدة تشبه ما يقولونه عن محمد مرسى قال فى أبيات منها: «مَا شِئْتَ لَا مَا شَاءَتِ الأَقْدَارُ/ فَاحْكُمْ فَأَنْتَ الْوَاحِد الْقَهَّارُ وَكَأَنَّمَا أَنْتَ النَّبِىُّ مُحَمَّدٌ/ وَكَأَنَّمَا أَنْصَارُكَ الْأَنْصَارُ» ... اتقوا الله يا كذَّابين يا ضلالية! |
|