عندما تسيطر رغبة اللذة على الإنسان، ويكون هدفه الحصول على الفرح بأي ثمن، وعندما لا تكفيه الوسائل الإنسانية المؤقَّتة والمشروعة التي أشرنا إليها، تدفعه هذه الرغبة إلى الوصول للفرح ولو بطرق غير مشروعة، حتى وإن جعله هذا يتخلى عن بعض القيم والمبادئ؛ فإلحاح رغبة الحصول على المتعة يكون أقوى في تأثيره من قوة الإدراك الروحي لخطورة ما يفعل.
هذا ما حدث مع شمشون في تاريخه (قض14-16)، وهو ما أشار إليه الكتاب بالقول: «الْمِيَاهُ الْمَسْرُوقَةُ حُلْوَةٌ، وَخُبْزُ الْخُفْيَةِ لَذِيذٌ» (أم9: 17). وهذا يحدث مع الكثيرين من علاقات، ومكالمات، ومناظر، وربما قرارات غير مشروعة تُمَارَس في الظلام بعيدًا عن الأعين. لكن هذه الأفراح ليست فقط وهمية لكنها أيضًا مُكلّفة جدًا «فِي الآخِرِ تَلْسَعُ كَالْحَيَّةِ وَتَلْدَغُ كَالأُفْعُوانِ» (أم23: 32).