إن لم يسر وجهك فلا تصعدنا من ههنا (خر ٣٣: ١٥)
كانت صلاة موسى "ان لم يسر وجهك فلا تصعدنا من ههنا" خر ٣٣: ١٥. واجه موسى مشكلة من أصعب المشكلات التي تواجه القادة في التاريخ. فكان عليه ان يقود حوالي مليوني نفس عاشوا حياة عبودية ليخرجوا من مصر ويسيروا في البرية حتى يصلوا الى الأرض التي وعدهم بها الله. شعب وصفه الله أنه "شعب صلب الرقبة" فبالرغم من كل ما صنعه الله من أمور عظيمة معهم تجدهم يتذمرون على الله و يبتعدون عن طاعته. فكيف يمكن لموسى ان يقودهم بسلامة في طريق البرية الى الأرض التي وعدها الله لهم وان يتمم مهمته من غير ان يهلكوه او يهلكوا انفسهم؟
"وقال موسى للرب انظر. انت قائل لي أصعد هذا الشعب. وانت لم تعرّفني من ترسل معي. وانت قد قلت عرفتك باسمك. ووجدت ايضا نعمة في عينيّ. فالآن ان كنت قد وجدت نعمة في عينيك فعلّمني طريقك حتى اعرفك لكي اجد نعمة في عينيك. وانظر ان هذه الامة شعبك. فقال وجهي يسير فأريحك. فقال له ان لم يسر وجهك فلا تصعدنا من ههنا." خر ٣٣: ١٢ـ ١٥
إحتاج موسى لحضور الله معه حيث انه ليس هناك أي طريقة اخرى لإتمام هذه المهمة الصعبة بدون حضور الله الواضح والقوي في حياته. فبدون حضور الله في وسطهم وقيادته لهم لن يكون لهم وجود او بقاء في تلك البرية القاسية. فكان حضور الله في وسطهم هو مصدر الأمن، والحماية، والسلام، والخير.
كان موسى يعلم تماما أن الله يريد أن يتقابل معه وانه مستعد ان يتقابل معه في المكان والزمان الذي يحدده موسى. لذلك فنجد موسى يصلى طالبا من الله أن يصعد معهم. فكانت إجابة الله له " وجهي يسير فأريحك" خر 33 : 14
إذا كانت حايتك كتلميذ للمسيح تخلو من قوة التأثير وقوة فعالية وعمل الروح القدس، وإذا كنت تعيش متشبها بأهل العالم وحياتك لا تظهر صورة المسيح فيك، ليس أمامك إلا أن تصلي صلاة موسى: يارب سر بوجهك أمامي وإجعلني أعيش تلميذا لك، مختلفا عن أهل العالم بحضورك في حياتي "ان لم يسر وجهك فلا تصعدنا من ههنا" آمين.
عندما نرفع صلاوات إلى الله ننتظر إستجابات الله لهذ الصلاوات. لا بد وان نعلم أن إجابة الله لصلاواتنا ليس بالضرورة أن تكون "نعم" فهناك أيضا "لا" أو "ليس الآن" ومهما كانت الإجابة بـ "نعم"،أو "لا"،أو "ليس الآن" فالله في كل هذه الإستجابات يعلن أنه يحبك ويعطيك فقط الأفضل. فالله يستجيب بناء عن خططه وأهدافه ومقاصده وحكمته السماوية. فأبونا السماوي يعرف أفضل منا ويعطينا الأفضل دائما!