رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
مدخل إلى فهم كلمة الله - الراهب سارافيم البرموسي مدخل الكتاب هذا الكتاب كان منبته حوارًا مع بعض الشباب تَطرَّقنا فيه لكلمة الله وكيف نفهمها اليوم، ومن ثمّ كيفيّة تقديمها في شكلٍ ملائم لمَنْ حولنا سواء كان هذا التقديم خَدَمي أو كرازي. ولكن ما لفت نظري هو أنّ مفهوم كلمة الله بدا غائمًا للغاية فقد كان الوعي بمفهوم الكلمة وطبيعتها وفِعلها ومكانتها لا يزال مُخَلْخَلاً. لمست شكلاً من أشكال التنزيل! (أنّ النصّ تم تمليته كما هو على شخصٍ ما) في فَهْمِ كلمة الله وهو ما يمكن تفسيره بوضوح نتيجة معايشتنا الثقافيّة لمعتقدات تؤمن بهذا الأمر. كما لاحظت أنّ هناك اتّجاهان في التعامل مع الكلمة؛ أحدهما يرتكز في النصّ الكتابي ولا يريد أن يخرج منه إلى أي شكل آخر من أشكال العلاقة مع الله، وخاصّة العلاقة المؤسَّسة على نصٍّ من النصوص القديمة، تبلور هذا الاتّجاه في استدلال البعض بالنصوص الكتابيّة بشكلٍ آليٍّ وسريع وإن كان في سياق مختلف عن سياق النصّ المُقْتَبَس عنه. لدى هذا الاتّجاه نجد أنّ الممارسة اللّيتورجيّة ليست على قدم المساواة مع النصّ الكتابي؛ فالنصّ اللّيتورجي بالنسبة له يمكن استبداله بالعديد من النصوص دون تأثيرٍ يُذْكَر! وحينما حدّثته حول أقدميّة بعض النصوص اللّيتورجيّة عن النصّ الكتابي، بدا حائرًا!! وعلى الجانب المقابل، ابتعد الآخر تمامًا عن النصّ الكتابي وما يرتبط به من أنشطة دراسة كتاب ومحاضرات وعظات حول الكلمة، وكان يرى أنّ الممارسة اللّيتورجيّة كافيّة دون الحاجة إلى الدخول في النصّ أكثر من هذا!! وحينما لفتّ نظره إلى أنّ عمل آباء الكنيسة الرئيس كان يرتكز حول تفسير النصوص والتأمُّل فيها وتطبيقها والحثّ على دراستها، بل إنّ آباء الكنيسة يمكن أن نُلقبّهم بأنّهم ”رجال الكتاب المُقدَّس“، بدا حائرًا!! بين الطرفين جلست أرصد مبرّرات كلّ طرفٍ، ووجدت أنّ الأمر يعود إلى عدم فهم دور كلمة الله، ومكانتها، وطبيعتها، وفِعلها، وكيفيّة نشأتها كنصٍّ مدوّن في الكنيسة؟ وكيف كانت نظرة المسيحيين الأوائل لها؟ وكيف استخدموها؟ وكيف تعبّدوا بها؟ .. إلخ. فكان هذا الكتاب .. هذا الكتاب ليس أكثر من محاولةٍ متواضعةٍ تُلْقي بالضوء على كلمة الله بشكلٍ عام. لن يدخل إلى مناطق التخصُّص في مناقشة مُفصَّلة لمفهوم الوحي ومدارس التفسير وطرق الدراسة والتقليد المُقدّس والاستخدام اللّيتورجي للنصّ الكتابي، ولن يتفرّع في مناقشة الجزئيّات الخاصّة بتاريخيّة التقنين والمخطوطات وأساليب النقد بشقّيه العالي والمنخفض، تلك النقاط التي آمل أنْ أفرد لبعضها كُتبًا مستقلّة في المستقبل لتناقشها على ضوء المتغيّرات الثقافيّة والمجتمعيّة والتحدّيات المُعاصِرة المتنامية وأيضًا الكشوف العلميّة التي تخرج علينا بها الدوائر العلميّة والأكاديميّة كلّ يوم. لا أدّعى التخصُّص في هذا المجال الذي كلّما قرأت فيه لا أشعر سوى بضآلة معرفتي واحتياجي للمزيد والمزيد من الفهم سواء على المستوى الروحي للدخول إلى أعماق الكلمة المُغيِّرة أو على المستوى العلمي للوقوف على الأبحاث التي تصدر في هذا المجال، لئلا نخاطب بعضنا البعض بلغة الكهوف في عصرٍ لن يقبل إلاّ بكلمة ذات دليلٍ بيّن بلغة الوثائق والأسانيد. إلاّ أنّ الخطر الذي يُحاصِر مَنْ يدخل في هذا المضمار هو صراعه للوقوف على الثوابت التي يجب أن يتمسّك بها في وسط إعصار الشك وتسونامي التشكيك الذي يجتاح العالم من جهة قبوله لكلمة الله. أين بقعة الإيمان؟؟ هذا هو السؤال. فبالوقوف عليها يقف المسيحي بمنأى عن التأثــُّر سلبًا بأمواج النقد العاتية، بل ويستطيع وقتها أن يستخدم العِلْمَ الحديث للشهادة وتثبيت كلمة الله في مكانها كشراعٍ يُفْرَدُ على قارب الارتحال الإنساني ليصل به إلى ميناء معرفة مجد الله غير المحدود في لحظة المعاينة الأبديّة. لن نستطيع أن نتجاهل العِلْمَ الحديث ولن نستطيع أن نخاطبه بلُّغة الإيمان غير المدعوم، فقط الوقوف على رقعة الإيمان يتيح لنا أن نُحوِّل أدوات طعن الكلمة التي يستلّها المُشكِّكون والمتربِّصون، إلى سيفٍ ذي حدّين يخترق القلوب ليعزل منها الخبث الشيطاني ويُثبِّت فيها الحقّ الإلهي. هنا واقتبس كلمات جيوفانّي مارتينتّي التي يقول فيها: دأب العديد من النقّاد منذ عام 1700م وحتى يومنا هذا في البرهنة على أنّ يسوع أسطورةً! ولكنّهم لم ينجحوا بل أنّهم أجبروا المؤرّخين المؤمنين على تعميق أبحاثهم ممّا سمح لهم باكتشاف اثباتات تبلغ من القوّة ما يكفي لجعل عدد من أكبر خبراء هذا المجال يقبلون بها في العصر الحالي. تلك هي دعوة الكنيسة دائمًا أن تُجدِّد أدواتها التعبُّدية والكرازيّة والتعليميّة والفكريّة …إلخ لإعلان الحقّ من خلال فضح كلّ محاولات التشويه التي تجري لتمسح يسوع من خارطة الوجود التاريخي للإنسان … هذا الكتابُ دعوة لمسيرة بحثيّة لإعلان كلمة حقّ الإنجيل وللبشارة به رائحة حياة للرافض والمُتشكِّك على حدٍّ سواء .. وستبقَى الكرازة بالكلمة هي الدافع للكنيسة للدراسة والتعمُّق أكثر وأكثر لكيما تُقدِّمها في القوالب الثقافيّة التي تلائم الجميع وفي الإطار المعرفي الذي يحترم عقول الجميع .. إنّها دعوة لا يمكننا أن نتجاوزها لأنّها دعوة من صميم مطالب المسيح لكنيسته .. ومن جديد أُذكِّر القارئ أثناء مطالعته للكتاب أنّه مجرّد مدخل فقط؛ فكلّ نقطةٍ مطروحةٍ بها الكثير ليقال ممّا لا يتّسع الكتاب لاحتوائه .. في النهاية أتمنّى أن يُحفِّز الكتاب الكثير من الأقلام للحديث عن كلمة الله التي تلدنا من جديد، كلّ يوم، من رحم الكنيسة، لنحيا بمُقْتَضَى الدعوة العليا ونتغيّر إلى الصورة الكاملة والمطبوعة في قلب الكلمة الإلهيّة، أي صورة يسوع ابن الله … فهرس الكتاب: مدخــــل الله يكلمنا مضمون الكلمة حوار مباشر العهد الأربعة عهود الرئيسية العهد في المسيح طبيعة العهد الجديد النص الكتابي هو إعلان للعهد طبيعة الكلمة الإلهية هدف التساؤل عن الكلمة مصداقية كلمة الرسالة الإلهية ما هي الكلمة الإلهية اللاهوت الليبرالي والنقد الكتابي دافار يهوه لوجوس / ريما تفرد النص الكتابي غنى الأشكال المقدم بها النص السياق التاريخي موثوقية النصوص دلالات غنى التعددية في تقديم كلمة الله النص الكتابي نص العهد القديم تقسيم الأسفار (1) التوراة (2) الأنبياء (3) الكتابات الكتب نص العهد الجديد الإنجيل / البشارة خصائص الأناجيل المعايير الإنجيليّة طبيعة نص العهد الجديد دور المسيح دور الروح القدس القصد من الكتاب المقدس ما بين الحدث والأسطورة الغاية تشكل الطريق لفهم الكلمة اقتباسات المسيح وتكميل الفهم عند القديس يوحنا والقديس بولس كلمة المصالحة بين الله والإنسان في المسيح كلمة الشفاء للإنسانية كلمة النقاوة الكلمة تحقق الانجماع للخليقة في المسيح الطريق الرباعي حقائق الرسالة سر الإنجيل سر الإنجيل والتقوى إعلان السر فهم الكلمة قالب التعبير الأدبي الأمثال في تعليم المسيح حقائق لفهم الكلمة أمثلة ملحق موجز حول اللغة في النصوص الإنسانية مدخل كتاب [ مدخل إلى فهمم كلمة الله ] لـ الراهب سارافيم البرموسي |
|