يتوجب الإيمان إيماناً راسخاً إذن بأن إرادة الله لخلاص العالم أجمع، الله الواحد والثالوث قد تمت مرة واحدة إلى الأبد عبر سر تجسّد وموت وقيامة ابن الله. وإذا ما وضعنا هذه الحقيقة الإيمانية موضع الاعتبار فإن علم اللاهوت اليوم إذ يتأمل في وجود خبرات دينية أخرى وفي معاني تلك الديانات على مستوى التدبير الخلاصي لله، يجد في هذا التفكير حقلاً واسعاً من العمل تحت إشراف السلطة الكنسية. وقد أكّد المجمع الفاتيكاني الثاني أن “وساطة المخلّص الفريدة لا تمنع، بل بالأحرى تحث الخلائق على التعاون المتنوع والمشترك النابع من مصدر واحد”[43].
يجب توضيح مضمون هذه الوساطة بالمشاركة التي يجب أن تظل متجهة نحو وساطة المسيح الوحيدة: “ذلك لا ينفي إسهام وساطات أخرى من أشكال ونظم مختلفة. ولكن هذه لا تستمد معناها وقيمتها إلا بالمسيح، ولا يجوز اعتبارها متوازية مع وساطته أو مكمّلة لها”[44]. فالحلول التي تتكلّم على عمل إلهي خلاصي خارجاً عن وساطة المسيح الوحيدة هي إذن مناقضة للإيمان المسيحي الكاثوليكي.