مجنون كورة الجدريين
«وسأله ما اسمك، فاجاب قائلاً : اسمي لجئون لأننا كثيرون»
(مر 5 : 8،9)
مقدمة
كتبت الروائية المشهورة ماري كوريللي كتابًا عنوانه «أحزان الشيطان» وفيه تصور الشيطان، وقد ظهر في صورة إنسان مهذب، أنيق المنظر، يلبس أحسن الثياب، ويتكلم بثقافة عالية، إذ ترينا الإنسان، وقد دخله الشيطان، واستولى عليه استيلاء كاملاً، وقد قال السيد المسيح لليهود الذين كانوا يحاورونه : «أنتم من أب هو إبليس وشهوات أبيكم تريدون أن تعملوا» (يو 8 : 44).. وأطلق على الشيطان «رئيس هذا العالم» (يو 12 : 31) ووصفه الرسول بولس : «بليعال» (2كو 6 : 15) رئيس سلطان الهواء» (أف 2 : 2) «إله هذا العالم» (1كو 4 : 4) «الحية» (2كو 11 : 3) ... وقال عنه الرسول بطرس «أسد زائر» (1بط 5 : 8) ونعته الرسول يوحنا : «الذي من البدء يخطيء» (1يو 3 : 8) «الحية القديمة» «التنين العظيم» «ملاك الهاوية» والذي يقال له بالعبرانية «أبدون» أي ملاك الهلاك (رؤ 12 : 9، رؤ 9 : 11) وهو نفس التعبير «أبوليون» باليونانية!! ومجنون كورة الجدريين يعتبر أدق مثال لسيطرة الشيطان على الإنسان في الأرض، إذ أن فرقة بأكملها من الشياطين عسكرت فيه، فأضحى الإنسان البشري «معسكر شياطين» ولعلنا نستطيع أن نراه بعد ذلك فيما يلي :