«الشيخ الذي هوى ».. 25 يناير تكشف محمد حسان

[Mary Naeem]

«الشيخ الذي هوى ».. 25 يناير تكشف محمد حسان

«الشعب المصري متدين بطبعه».. هى الجملة الأكثر شرحًا لدور الرمز الديني في حياة المصريين منذ قديم الأزل، فنجد أن القدماء المصريين اعتادوا أن يكنوا الاحترام والتقدير لكثير من المعبودات سبيلًا لإرضاء الآلهة، وتوارثت الأجيال المتعاقبة على الشعب المصري نفس السمة، فكان لعدد كبير من شيوخ السلفية مريدون وتابعون وطلاب علم ينتقلون خلفهم أينما ذهبوا.

وقبيل ثورة 25 يناير التي مهدت إلى كسر «التابوهات الدينية» لدى المصريين، كان عدد من شيوخ السلفية يتربعون على عرش المتحدثين باسم «الرب» والحاكمين بأمره، فكانوا يطلقون الفتاوى يمينًا وشمالًا دون مراجعة، فقط لأنهم المتحدثون باسم الله والناطقون بما حكم وبما شرع، إلا أنه مع اندلاع ثورة 25 يناير توارت تلك الرموز الدينية خلف الأنظار لفترات متباعدة، حتى وصل الأمر إلى اندثارهم والانكفاء على مريديهم فقط دون القطاعات العريضة من الشعب المصري، الذين تلقوا الصدمات الواحدة بعد الأخرى في هؤلاء الشيوخ.

محمد حسان

يأتي على رأس قائمة الرموز الدينية في مصر، الشيخ "محمد حسان"، أحد أشهر الدعاة، والذي كان يحظى باحترام وتقدير من كافة أبناء الشعب المصري، إلا أن مواقفه التي أعقبت الثورة، واقترابه من السياسة ودروبها كشفته وبينت الفجوة التي بينه وبين جيل 25 يناير.

ولعل الموقف الذي أثار سخط عموم الشعب المصري هو ارتباط اسم محمد حسان بالاستيلاء على تبرعات المصريين، إبان تولي المجلس العسكري حكم البلاد، ليسقط «حسان» من حسابات المصريين، وينزوي بعيدًا عن أعين الإعلام في مسجده الواقع أسفل منزله في مدينة 6 أكتوبر.

محمد حسين يعقوب
«قولي أنت مبتصليش ليه».. إن كنت أحد مواليد فترة الثمانينيات فبكل تأكيد استمعت سواء في منزلك أو في وسائل المواصلات إلى «الشريط المسجل» الذي حمل درس الشيخ محمد حسين يعقوب، أحد أكبر الدعاة السلفيين تحت عنوان «لماذا لا تصلي».

ولم يختلف «يعقوب» كثيرًا فكانت لتصريحاته السياسية التي أطلقها دور كبير في سقوطه، وكان تصريحه الأكثر فجاجة عن استفتاء الدستور مارس 2011 والذي وصفه «يعقوب» بـ«غزوة الصناديق» التي أججت المشاعر ضده وزادت من غضب المصريين منه.

كما أسقط «يعقوب» دعوته لكل من يعارض الرئيس المعزول محمد مرسي بالهجرة إلى «كندا»، مما جعله ينزوي بعيدًا عن الأنظار حتى لا يتم تصيد أخطائه، وعاد مرة أخرى يعطي دروسه في مسجده ومن ثم يعيد نشرها على موقعه الإلكتروني الخاص، وانفضت من حوله الفضائيات وأغلقت في وجهه سبل العودة متربعًا على الساحة مرة أخرى.

وكذا "ياسر برهامي"، نائب رئيس الدعوة السلفية، والرجل الأول المتحكم في الكيان السلفي، فلا يمكن أن يخرج تصريح أو فتوى دون الرجوع إليه، وشهدت الأيام التي تلت ثورة 25 يناير حالة انتشاء للدعوة السلفية، فأسست حزب النور ليكون ذراعها السياسي ومن ثم شاركت في الانتخابات البرلمانية وحصلت على نسبة 22% من إجمالي المقاعد.

رغم تلك اليقظة إلا أن أخطاء الدعوة السلفية كانت كثيرة منها تعثر شيوخ الدعوة في مسيرتهم وتحقيق الوعود التي وعدوا بها مريديهم، ما قلل اهتمام القواعد الشعبية من حولهم وظهر ذلك جليًا في الانتخابات الأخيرة لمجلس النواب، حيث لم يحصد حزب النور الذراع السياسية للدعوة السلفية سوى على 12 مقعدًا تحت قبة البرلمان، لتكتب نهاية «عربدة» شيوخ السلفية في عقول الشباب والأجيال المقبلة.

الإخوان
وكان لجماعة الإخوان الإرهابية قبيل ثورة 25 يناير عالمًا خاصًا بهم، فكانوا يعتمدون على بعض شيوخهم بعيدًا عن رأي الأزهر والأوقاف، وأبرزهم "يوسف القرضاوي" و"عبد الرحمن البر" المعروف بمفتي الإخوان.

ويعد شيوخ الجماعة حجر الأساس في إطلاق الفتاوى الشرعية، التي يعمل بها الأخ في حياته اليومية إلا أن ما أصاب الجماعة الإرهابية جراء ما ارتكبته من أخطاء فادحة أصابها بالتفكك وسقط شعار السمع والطاعة، وباتت الجماعة مرتع وملعب للمتمردين الرافضين لقول نعم لشيوخهم وكبارهم.

الأخطاء والأعمال الإرهابية التي اقترفها شيوخ الجماعة هما السبب الحقيقي وراء انفضاض الناس من حولهم، فلم يجدوا فيهما ما توسموه في الرموز الدينية.



هذا الخبر منقول من : موقع فيتو