رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
صوموا مع المسيح أبونا بطرس سامي ٢٠ فبراير ٢٠١٥ كل عام و أنتم بخير، بدأ موسم الصوم الكبير الذى بحسب الآباء هو موسم الحب الإلهى موسم الثبات فى المسيح، موسم الشركة مع المسيح، فكما قال القديس أنبا مقار فى رسالته الأخيرة قبل نياحته لأولاده الرهبان “صوموا مع المسيح”، نعم يا أحبائى و لكنى أشفق على الكثيرين الذين بالنسبة لهم الصوم هو مجرد تغيير نوع طعام أو تغيير نمط حياة أو محاولة لإرضاء الله عن الذات أو محاولة لإيقاف خطية معينة قد تكون معكرة للنفس و مسببة لمضايقة و حزن أو لأداء فريضة نتخيل أن الله فرضها أو الكنيسة فهذا يا أحبائى ليس على الإطلاق صوماً مسيحياً كما ينبغى. ربنا و إلهنا و مخلصنا يسوع المسيح دبر لنا بتجسده عملاً خلاصياً إرتضى فيه أن يكون إنساناً كما تقول رسالة فيلبس فى نشيد الإخلاء “فَلْيَكُنْ فِيكُمْ هذَا الْفِكْرُ الَّذِي فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ أَيْضًا:الَّذِي إِذْ كَانَ فِي صُورَةِ اللهِ، لَمْ يَحْسِبْ خُلْسَةً أَنْ يَكُونَ مُعَادِلاً للهِ.لكِنَّهُ أَخْلَى نَفْسَهُ،آخِذًا صُورَةَ عَبْدٍ،صَائِرًا فِي شِبْهِ النَّاسِ.وَإِذْ وُجِدَ فِي الْهَيْئَةِ كَإِنْسَانٍ، وَضَعَ نَفْسَهُ وَأَطَاعَ حَتَّى الْمَوْتَ مَوْتَ الصَّلِيبِ. لِذلِكَ رَفَّعَهُ اللهُ أَيْضًا، وَأَعْطَاهُ اسْمًا فَوْقَ كُلِّ اسْمٍ” (فى2). الله لم يرد فقط أن يخلص الإنسان من خطيته الأولى و إلا لكان قال فكان و لكنه أراد بحسب كتابات الآباء الأولين ليس فقط أن يقول كلمة فيخلص الإنسان و لكن أيضاً أن يعطى الإنسان سر الخلاص بالثبات فيه و لهذا تجسد، تجسد لكى بواسطة التناول من هذا الجسد نتحد به إتحاداً عُرسياً يكون بواسطة هذا الإتحاد لجسده بنا أن يرفعنا لمستواه هو كما تقول التسبحة ” هو أخذ الذى لنا و أعطانا الذى له” و كما تقول القسمة ” تواضع ليرفعنا و عطش ليسقينا…إلخ”. فالله الذى أقام لعازر من القبر بالكلمة إذ قال له “لعازر هلم خارجاً” أقام إبن أرملة نايين من الموت إذ لمس النعش أى بجسده، أقام لعازر بالكلمة و أقام إبن أرملة نايين بلمس يده،شفى الكثيرين بكلمة و لكنه أيضاً لمس الكثيريين بجسده الذى أخذه من سيدتنا كلنا والدة الإله مريم الذى هو جسدنا و أعطى أن نتحد به بالإفخارستيا لنصير واحداً معه لكى ما يعطى هذه الكرامة لجسدنا أيضاً إذ أعطانا أن نتحد بألوهيته كما يقول الكاهن فى قسمة “يا حمل الله الذى بأوجاعك…” و لكن لكى ما يرفع الله الإنسان لهذه المرتبة كان عليه أن يجوز كل ما كان على الإنسان أن يجوزه نفسياً و جسدياً. إذا شابهنا فى كل شىء ما خلا الخطية وحدها فرأيناه يبكى على موت لعازر و يقول نفسى قد إنزجعت و نفسى حزينة جداً أى أنه مر بكل ما يمر به الإنسان من متاعب نفسية لكى ما يرفع الإنسان من أوجاع النفس و كذلك جاع و عطش و تعب و كل هذا ذُكر عن مخلصنا و وُلِدَ فقيراً لكى ما يعيش كل صعاب الإنسان و أخيراً مات على الصليب لكى يكمل كل ما كان ينبغى أن يجوزه الإنسان كما إقتضت نتيجة السقوط الذى سقطه الإنسان سقوط آدم و سقوطى و سقوطك. المسيح أيضاً صلى و صام و حل عليه الروح القدس و تناول مع تلاميذه لأن بصفته آدم الجديد كان يتقدمنا فى كل ما ينبغى أن نفعل و وعدنا أنه معنا كل الأيام إلى إنقضاء الدهر، فلاشك أنه هو من يتقدم الكنيسة سراً فى الصلاة ” فَلِهذَا السَّبَبِ لاَ يَسْتَحِي أَنْ يَدْعُوَهُمْ إِخْوَةً، قَائِلاً: «أُخَبِّرُ بِاسْمِكَ إِخْوَتِي، وَفِي وَسَطِ الْكَنِيسَةِ أُسَبِّحُكَ” (عب2). نعم المسيح هو من يتقدمنا فى العبادة فى العهد الجديد بكل ما مارسه من صوم و صلاة لأجلنا ، كما تقول ذكصولوجية الصوم “تعالوا انظروا مخلصنا الصالح صنع فعل الصوم من أجلنا على الجبال العالية” و أخيراً يا أحبائى تقدم للتجربة لكى ما ينتصر لحسابنا على إبليس. نعم إنتصر المسيح لك و لى فى تجربته على الجبل بعدما صام ،لأنه لم يكن أبداً للشيطان أن يتراءى أمام الله أو أن يجربه و لكن مسيحنا الذى إرتضى أن يكون مشابهاً لنا سمح أن يجربه الشيطان و إنتصر لحسابنا نحن، إنتصر بجسده و بنفسه لنا و أعطانا هذا الجسد المقدس لنتناوله و نتحد به و أعطانا أن نصوم و نصلى معه لكى ما بواسطة هذا الإتحاد نكون فيه و يكون فينا و إذ قد إنتصر هو أولاً فى التجربة على الجبل ثم قهر الموت بموته و قيامته أعطانا أن نشترك معه فى كل قداس نقيمه فى هذا فنتحد به و نغلب معه و لذلك عندما نُجرب من العدو فى الخوف أو اليأس أو الشهوة يكفى بمن إتحد بالمسيح أن يقول إذهب عنى يا شيطان لأنه مكتوب كذا و كذا أى نختار آيات تحارب إبليس بوعود الله كما فعل هو لحسابنا ، و نثق أن لسنا نحن المتكلمين بل هو فيخاف إبليس منا و يهرب. و لهذا فإنى أدعوكم يا أصدقائى فى هذا الصوم أن يكون هدفنا فقط هو الشركة مع المسيح و الثبات فيه فنصنع فعل الصوم معه و به و نتغير أيضاً معه و به، نثق فى قبوله لنا و مراحمه لنا، نقوم بالصوم و العزلة و لكن فقط للإنفراد به فى الصلاة و التوبة و شركة الحب و نواظب على القداسات فنتناول منه بشكر و نشترك معه و نتحول إلى أعضاء حقيقيين فيه و هكذا يأخذنا المسيح من أيدينا إلى حيث عرش النعمة فى أسبوع آلألأم و صليبه فندخل بثقة كما تقول الرسالة للعبرانيين”فَلْنَتَقَدَّمْ بِثِقَةٍ إِلَى عَرْشِ النِّعْمَةِ لِكَيْ نَنَالَ رَحْمَةً وَنَجِدَ نِعْمَةً عَوْنًا فِي حِينِهِ”(عب4: 16) و ما عرش النعمة إلا صليبه المقدس كما يقول سفر النشيد أن الملك سليمان و المقصود الملك المسيح صنع لنفسه عرشاً من خشب لبنان أى خشب الصليب، عمل أعمدته فضة (القديسيين) و روافده ذهباً (اللاهوت) و مقعده أرجواناً (الدم) ووسطه مرصوناً محبة من بنات أورشاليم (أنا و أنت)، ْ فلنصوم بهذه السنة و أمامنا هدف واحد هو الإتحاد و الشركة مع مخلصنا الصالح. |
21 - 02 - 2015, 03:21 PM | رقم المشاركة : ( 2 ) | |||
..::| مشرفة |::..
|
رد: صوموا مع المسيح
ميرسى على الموضوع الرائع
|
|||
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
ان كان صومنا عند الله فلا يضر |
لقد سئمنا الحياه |
صومنا صوم الغلبة والفرح في المسيح |
صوموا وصلوا |
صومنا فى المسيح |