رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
أخلى الرب ذاته ليُعالِج السقطة الأولى ماذا كانت السقطة الأولي سوي الكبرياء، سواء سقطة الشيطان أو سقطة الإنسان؟! فالشيطان قال في قلبه: "أصعد إلى السموات، أرفع كرسي فوق كواكب الله... أصير مثل العلي" (إش14: 13، 14). وعندما أسقط أبوينا الأولين أغراهما بقوله: "تنفتح أعينكما، وتكونان مثل الله..." (تك3: 5). أخلي الله ذاته آخذًا صورة العبد، لكي يعطي درسًا للعبد الذي أراد أن يرفع ذاته ويصير إلهًا. وهكذا صار إبن الله الوحيد ابنًا للإنسان، ليعالج كبرياء الإنسان ويجعله ابنًا لله، بالاتضاع الذي اتضع به إبن الله، وليس بكبرياء السقطة الأولي... وهكذا في إخلائه لذاته قيل إنه شابه: "أخوته" في كل شيء... (عب2: 17). إن الرب عندما يسمي عبيده ومخلوقاته أخوة له، إنما يبكت الذين يعاملون إخوتهم كعبيد لهم، أولئك الذين يؤلهون أنفسهم كلما ينالون مركزًا أعلي من إخوتهم... أما السيد المسيح إلهنا فلم يفعل هكذا... لقد أخلي ذاته، حتى استطاع بطرس أن يأخذه إليه وينتهره قائلًا: "حاشاك يا رب..." (مت16: 22). وسمح لكثيرين أن يجادلوه ويناقشوه، بعكس كثرين من البشر الذين لا يقبلون جدالًا من أحد وكان تلاميذه يحاورنه حسبما يريدون حتى سموهم "الحواريين"... وهكذا أخلي السيد المسيح ذاته، وصار كواحد منا... أراد الإنسان أن يرتفع ويصير مثل الله. فنزل الله وصار مثل الإنسان... لكي ينيله بغيته، ولكن بطريقة سليمة، باتضاع الله لا بارتفاع الإنسان.... الإنسان كان يريد أن يقف مع الله في صف واحد... فبدلًا من أن يرتفع الإنسان ليقف مع الله، نزل الله ليقف مع الإنسان. لكيما بنزوله يخجل الإنسان وتنسحق نفسه ويتضع قلبه. وباتضاعه يقترب إلى صورة الله المتضع. لقد أخذ الرب صورة العبد، لكي يخفض من تشامخ السادة... فليتنا نتضع كلما تأملناه إخلاء الرب لذاته. ليتنا نتضع نحن الذين كلما أعطينا سلطانًا في أيدينا، نريد أن تميد الأرض تحت أقدامنا، وترتعش السموات من فوق... |
|