عنقود العنب الذي دخل التاريخ

[Marina Greiss]

لم يكن اوان العنب...
ولكن الراهب المكلف بالزراعه شاهد عنقودا يظهر مبكرا في غير اوان الثمر...
اقبل فرحا قائلا في نفسه : سوف اقدمه هديه الى ابينا القديس الذي يتعب معنا.
لا شك ان ابي القديس الانبا مقار سيسر بهذا. واخذه مسرعا،
حيث قدمه للقديس، وشكره ابو مقار على محبته !
وهم القديس مقاريوس، ان يلتقط واحدة من حباته ،ولكن سرعان ما كف عن ذلك،
وقال في نفسه:هذا العنقود من نصيب الاخ المسن والمريض .انه احوج اليه مني.
وبسرعه حمل العنقود،ليطرق باب الراهب المريض ،ويشكر الراهب لابيه القديس
على محبته .. وتامل الراهب المريض العنقود ،وهم ان يلتقط واحده من حباته ،
وفجأه يتوقف، فقد فكر في راهب مبتدئ حديث الرهبنه، وقال في نفسه :
اخي الراهب المبتدئ،سيسر جدا بعنقود عنب في غير اوانه،ربما يسعده هذا ...
فهو بعد لم يعتد حياة التقشف انها هدية محبه،ستفرح قلبه .
وحمل العنقود مسرعا الى اخيه الراهب ...
الذي شكر لزميله محبته التي لا تطلب ما لنفسها ،
وهكذا ظل العنقود ينتقل من راهب الى راهب حتى كان نهاية المطاف،
فقد قال الراهب الذي وصله العنقود بعد رحلة طويله وهو لا يعلم :
ان هذا العنقود جدير بابي القديس فهو يتعب معنا كثيرا سأقدمه له عربون محبه ،
وحالما رجع العنقود الى القديس حتى دق جرس لأجتماع الاباء الرهبان،
ووقف ابو مقار فرحا فخورا بابنائه وفي وجه ينم عن بشاشه وغبطه وقال :
اشكر الله ،لانه حيثما توجد المحبه التي لا تطلب ما لنفسها يوجد السيد
ويسكن المسيح ،الان ايقن ان ربنا يسوع يعيش بيننا فلتعظم المحبه بيننا ،
وذكر لهم قصه العنقود وكيف رجع بعد رحله طويله وقد زاد وزنه لقد كان مجرد عنقود
اثمر مبكرا ولكن الان صار عنقود عنب مليئ يالمحبه التي لا تطلب شي لنفسها