جاء الأصدقاء الثلاثة إلى أيوب ليعزوه، وعوض التعزية كادوا أن يحطموا نفسه، ويفقدوه سلامه الداخلي. هذه هي تعزيات البشرية، إنها باطلة! أما الله وإن تحدث مع أيوب في شيء من الحزم، لكنه هو المعزي الحقيقي الذي وإن سمح بالتجربة يقدم المنفذ، وإن سمح بالجراحات فهو يشفي، بل ويمجد المجربين. إن كانت كلمات الله لأيوب دفعته لممارسة التواضع، فقد فتح له التواضع أبواب مخازن الحب الإلهي. ردّ الله لأيوب أكثر مما كان يتصور، إذ لم يبرره فحسب، بل وأقام منه شفيعًا عنهم، فصار رمزًا للسيد المسيح الشفيع عن البشرية المقاومة له.