رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
أهميته وسماته: * أرتبط هذا السفر في ذهن اليهود بعيد الحصاد "البنطقستى" إِذ كان يُقرأ في العيد. ولعل سّر هذا الارتباط أن راعوث قد ظهرت تجمع السنابل الساقطة من الحاصدين لتأكل وتعطي حماتها. هو بحق سفر الحصاد، ففيه أعلن دخول الأمم إلى الإيمان في شخص راعوث التي كانت تطلب السنابل الساقطة فحملت في نسلها السيد المسيح "سنبلة الحياة الحقة"، وقدمت لا لحماتها بل لكل نفس سرّ الشبع الحقيقي. يقول القديس مار أفرام السريانيمسبحًا طفل المذود: [من أجل حبها لك ذهبت (راعوث) تلتقط السنابل وتجمعها، فقدمت لها مكافأة اِتضاعها على الفور؛ عوض سنابل الحنطة صارت أصلًا للملوك، عوض الشمائل نالت "حزمة الحياة" تنبع عنها(6)]. * هذا هو السفر الوحيد الذي سُمِّيَ باسم امرأة أممية في الكتاب المقدس نظرًا للرتبة الفائقة التي بلغت إليها راعوث. فإن كانت دبورة النبية قد قامت بدور فاقت فيه على الرجال حتى غلبت سيسرا الملك، وأنقذت أستير الملكة المتزوجة ملكًا أمميًا حياة شعبها، وهكذا قامت يهوديت بدور مشابه، وضحت ثامار بكرامتها بل وعرضت حياتها للخطر لتنجب وارثًا لرجلها الميت، فإن راعوث وهي أممية قد اغتصبت نصيبًا في شعب الله، فجاء من نسلها المسّيا المخلص، الأمر الذي كانت المؤمنات جميعًا يشتهين إِياه، كما حُسبت رمزًا لكنيسة الأمم عروس المسيح القادمة من موآب إلى بيت لحم. * حفظ لنا نسب السيد المسيح اسمها (مت 1: 5)، وكشف لنا أن دمها وهي أممية كان يجري في عروق مخلص العالم. * في عصر القضاة انحرف اليهود بوجه عام نحو الوثنية في تهور شديد، لكن هذا السفر يعلن أن لله بقية باقية له بين الأمم تتمسك بالإيمان به بلا مطمع أرضي أو شهوة جسدية. * قدم لنا هذا السفر "سّر الشبع الحقيقي" للنفس البشرية باتحادها بعريسها، بوعز الحقيقي. وقد تكررت الكلمات "ولي، قريب، نسب" في هذا السفر، إذ هو سفر نسب السيد المسيح للبشرية كلها، يهودًا وأممًا. * جاء هذا السفر يربط بين الحياة الإيمانية الفائقة المعلنة في تصرفات راعوث والسلوك الاجتماعي الرقيق، إذ سجل لنا آداب المخاطبة الروحية الرائعة في كلمات نعمي مع كنتها، وراعوث مع بوعز، وبوعز مع حاصديه... * حوى هذا السفر بعض تقاليد اليهود وعاداتهم. * كشف هذا السفر عن الفكر الكنسي الحيّ من جهة أعضائها، فإن راعوث وهي فتاة أممية أرملة لا تملك مقتنيات ولا مواهب سوى الحب استطاعت أن تكون في مركز سام سبقت الكثيرين والكثيرات. بمعنى آخر قدمت لنا راعوث مثلًا حيًا للعضو العامل في الكنيسة، فإنه يُكرم لاَّ من أجل درجته الكهنوتية في ذاتها ولا لنوع الموهبة وإنما بسبب حياته الإيمانية العاملة في الرب. لقد توّجت راعوث بكرامة فاقت الملك شاول الذي حُسب مسيحًا للرب لكنه سلك بغير أمانة. ليتنا في عملنا في كرم الرب لا نسعى وراء الدرجات الكهنوتية أو الألقاب والمراكز إنما نحو الحب الخفي الذي يُزكينا في عيني بوعز الحقيقي! |
|