|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
« لاَ تَكْنِزُوا لَكُمْ كُنُوزًا عَلَى الأَرْضِ حَيْثُ يُفْسِدُ السُّوسُ وَالصَّدَأُ، وَحَيْثُ يَنْقُبُ السَّارِقُونَ وَيَسْرِقُونَ. بَلِ اكْنِزُوا لَكُمْ كُنُوزًا فِي السَّمَاءِ، حَيْثُ لاَ يُفْسِدُ سُوسٌ وَلاَ صَدَأٌ، وَحَيْثُ لاَ يَنْقُبُ سَارِقُونَ وَلاَ يَسْرِقُونَ، لأَنَّهُ حَيْثُ يَكُونُ كَنْزُكَ هُنَاكَ يَكُونُ قَلْبُكَ أَيْضًا." (متى 19:6-21) الفريسيين محبين للمال وهم يعتبرون أن جزاء تقواهم لابد أن يكون غنى في الأموال (لو 14:16). والسيد هنا ينهى أن يكون كل همنا هو جمع الأموال (يع 1:5-3). ولنفهم أن الطمع في جمع الأموال يلازمه صلاة فارغة من الروح. فالسيد المسيح في الآيات (1-20) أوضح أن حب الظهور والمجد الزمني يفقدنا روحياتنا ويفقدنا المكافأة السماوية لمن يقدم عبادته في الخفاء، وفي هذه الآيات يقدم ربنا سببًا آخر لفقدان الروحيات ألا وهو محبة المال. لأن من يفعل هذا يضع رجاؤه (ضمان مستقبله) في المال، فصار المال إلهًا له. من يظن أن المال يُؤَمِّن له مستقبله فهو يجعل من المال إلهًا له، وهل يليق أن نثق في أوراق ملونة أكثر من ثقتنا في الله. لا تكنزوا على الأرض بكنز الملابس والأواني والمال وهذه كلها معرضه للضياع. إكنزوا لكم كنوزًا في السموات وهذا يكون بالتصدق على الفقراء وعمل البر والصلوات والأصوام وفي هذا كله نقضى أوقاتًا سماوية وتتعلق قلوبنا بهذا المكان الذي أحببناه أي السماء واكتشفنا جماله فأصبحنا نريد أن نقضى أوقاتًا أطول مع الله. فكما أن من يقضى أيامه يكنز أموالًا فيتعلق قلبه بهذه الأموال، هكذا من يعيش أيامه في السمويات يتعلق قلبه بالسمويات ويكون له كنزًا سماويًا. وهكذا ننشغل بالمصير المبارك الذي لنا في الأبدية. وليس معنى قول السيد المسيح هنا منع الادخار، ولكن أن لا يعتقد الإنسان أن مستقبله يكون آمنا لو امتلك الكثير من المال. فبهذا هو يؤله المال. السؤال المهم ما الذي يجعلك تشعر بأمان تجاه المستقبل هل وجود أموال كثيرة لديك... أم الله قادر أن يدبر؟ وهذا قطعًا لا يعنى أن لا نعمل ونقول الله يرزقنا. "فمن لا يريد أن يشتغل فلا يأكل" (2تس3 : 10). لنلاحظ أن تعليم السيد هنا عن الصلاة والصوم والصدقة أي عمل البر وخدمة الناس الهدف منه هو أن نحيا الحياة السماوية على الأرض فالصلاة هي التصاق بالله أبونا السماوي والصوم هو زهد وابتعاد عن الأرضيات أي ارتفاع إلى السماويات والصدقة هي خدمة للسيد المسيح فالفقير والمحتاج هم إخوته " فبي فعلتم" (مت25 : 31 - 40) فإن زرت مريض فقد زرت المسيح السماوي . |
|