رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
أَيْنَ مَرَاحِمُكَ الأُوَلُ يَا رَبُّ، الَّتِي حَلَفْتَ بِهَا لِدَاوُدَ بِأَمَانَتِكَ؟ اذْكُرْ يَا رَبُّ عَارَ عَبِيدِكَ الَّذِي أَحْتَمِلُهُ فِي حِضْنِي مِنْ كَثْرَةِ الأُمَمِ كُلِّهَا، الَّذِي بِهِ عَيَّرَ أَعْدَاؤُكَ يَا رَبُّ، الَّذِينَ عَيَّرُوا آثَارَ مَسِيحِكَ. يسأل كاتب المزمور الله عن وعوده لداود ونسله بالمراحم الكثيرة، فإن كان الشعب قد أخطأ، ولكن يكفي التأديب الإلهي، فقد تابوا ويحتاجون إلى رحمه الله، خاصة وأن شعب الله قد احتمل عارًا كثيرًا في داخله من الأمم الوثنية، أي آشور وبابل التي أذلته. فيترجى الله أن يرفع عنهم هذا العار والذل، الذي لحق بنسل داود، أي آثار مسيحه؛ لأن داود هو مسيح الرب وآثاره هم نسله. تظهر أبوة كاتب المزمور ومحبته لشعبه، إذ يشعر أن العار والخزي وآلام شعب الله قد أتت عليه هو، بل يحملها في أحضانه ويتألم من أجلهم؛ لذا ارتفعت صلواته في هذا المزمور ليوقف الله غضبه، ويرحم شعبه. تنطبق هذه الآيات على المسيح الذي يصرخ إلى الآب لتعبر عنه كأس الآلام - آلام الصليب - لأنه احتمل في أحضانه كل آلام البشرية وخطاياها، وحمل عار الصليب؛ لأن المسيح هو نسل داود، أي آثار مسيحه. فداود هو مسيح الرب، ويسوع المسيح هو آثار داود الذي احتمل كل العار وفدى شعبه. آثار المسيح هم المؤمنون بالمسيح الذين يحتملون حروب الشياطين وعار الذل لأجل المسيح، ويطلبون من الله أن يرفع عنهم التجارب والضيقات، فيعطيهم مراحمه التي وعد بها أولاده. |
|