طبيعياً، نرى من وجهة النظر هذه أن العذراء مريم تعطي دمها للمسيح، لكنه هو أيضاً يعطيها نعمته وبركته. إلى هذا، فالمسيح مع كونه محمولاً في الرحم لم ينقطع عن كونه في الوقت نفسه جالساً على عرش الآب متحداً بأبيه وبالروح القدس. لقد اتحدت الطبيعة البشرية بالإلهية تلقائياً عند لحظة الحمل من دون تغير أو تشوش أو انقسام أو انفصال. هذا يعني قبل كل شيء أن العذراء مريم تذوقت خيرات التجسد الإلهي أي التأله. لقد عاشت العذراء مريم، منذ اللحظة الأولى للحمل ووجود الجنين في الرحم، كلَّ ما تذوقه تلاميذ المسيح في العنصرة، وما نحياه نحن خلال المعمودية، وفي سر الإفخارستيا الإلهية عند اشتراكنا بجسد المسيح ودمه وما سوف يحياه القديسون في الملكوت.