رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
القديسة جوبنيت (أبيجايل) الناسكة خادمة الفقراء والمرضى St. Gobnait (Abigail) (عيدها 11 فبراير) إسمها "جوبنيت" وهو اسم أيرلندي قديم من الأصل "Gob" ويعني "الفَمّ"، وبالتالي فكلمة جوبنيت Gobnait معناها "المُتكلمة". وكذلك إشتهرت بسم "أبيجايل"، وهو اسم إحدى زوجات الملك داود. 🍯البحث عن السلام: وُلِدت "جوبنيت" في القرن الخامس الميلادي، بمقاطعة كلير، بأيرلندا، لعائلة مسيحية، وهي شقيقة القديس "أبان" الناسك. ليس معروف الكثير عن عائلتها، لكن وفقاً لرواية حياتها، فإن أفراد عائلتها كانوا دائمي النزاعات، وقد خلوا من الحبّ والتفاهُم، وكان ذلك سبب انزعاج وألم دائم للصبية جوبنيت، مما دفعها للهرب من حياة الكراهية وسطهم إلى مكان منعزل تجد فيه سلامها، هو إينيش إير في جزر آران، غرب أيرلندا. في هذا المكان، تراءى لها ملاك الرب وأخبرها أن هذا المكان "ليس مكان قيامتها"، وعليها أن تبحث عن مكان المختار لها، وستعرفه عندما تجد فيه تسعة غِزلان بيضاء ترعىَ. بحثت جوبنيت عن الغزلان التسعة، ويبدو أن رحلة البحث استغرقت زمناً طويلاً ومسافات شاسعة، إلى أن وجدتهم في مَرعً أخضر يُطلق عليه حالياً اسم "سانت جوبنت وودز" تقع في منطقة باليڤوني، مقاطعة كورك، شمالي أيرلندا. [حالياً يُعتبر مسار رحلة بحثها هو مسار للحجّ الروحي داخل أيرلندا، وتتوزع عليه الكنائس والأديرة وآبار المياه التي يُعتقد بأنها مرّت بها]. 🍯منحل العسل: قضت جوبنت حياة نُسكية خدمية في هذا المكان، وكانت تُقسِّم الوقت بين الصلاة والتأمل، وبين خدمة المحتاجين من الفقراء والمرضى. وبعد فترة إنضمّ إليها شقيقها الأكبر "أبان" الذي وضع حجر الأساس لحياة ديرية لها ولمن تبعنها على طريق التكريس من السيدات والفتيات، وجعلها رئيسة لهذا الدير. تقاليد الديانات القديمة في أيرلندا كانت تضع النحل في مقام كبير، بسبب نشاطه وإنتاجه الغزير للعسل الشهي، وكانت ترى أن النفس البشرية لسموّها، قد تخرج من الجسد في شكل نحلة أو فراشة. لذلك كان أهالي إقليم سيلتيك الأيرلندي يتوارثون الاهتمام بتربية النحل، وقد لازمتهم هذه العادات بعد إعتناقهم المسيحية. حاولت جوبنيت أن تصنع نشاط إقتصادي يساعد في نفقات ديرها، ويصلح أيضاً كموضوع للتأمل الروحي لها وللناسكات، في أهمية العمل والنشاط المُستمر على مثال النحل، فأقدمت على تكوين منحل لإنتاج شهد عسل النحل. خلال خدمتها للمرضى الفقراء كانت تقدم لهم قدر من شهد عسل النحل كنوع من التغذية، وكذلك تستخدمه في تضميد جراح مصابين. وكثيراً ما نالت تهكُّماً من البعض، الذين كانوا يعتقدون أنها تقدِّم هذا الشهد كنوع من التبرُّك أو لنوال المرضى شفاء مُعجزي، لكنها في حقيقة الأمر لم تكن تقصد سوى تقديم مساعدة عينية، ويشاء التدبير الإلهي أن يكون عسل منحلها سبباً في إنقاذ عدد غير قليل من الموت بوباء الطاعون الذي ضرب منطقة باليڤوني (إحدى مناطق مقاطعة كورك) لفترة. كذلك فإنها عُرِفَت بقدرتها على التفاهُم مع النحل إلى حدّ أنه كان يطيعها فيما تأمر به، ويُذكَر أنها أطلقت سرب من النحل ليحجب الرؤية عن قاطع طريق كان في طريقه ليفرّ بعدد من رؤوس الماشية التي سرقها من باليڤوني. وبالفعل حجب النحل الرؤية وأخاف اللص لدرجة أنه انسحب تاركاً الماشية. بعدها أمرت جوبنت النحل بالعودة للمنحل فعاد على الفور. 🍯الوفاة: ظلَّت الناسكة جوبنت (أبيجايل) في باليڤوني، حتى توفيت بعطر القداسة حيث دُفِنَت في ديرها، لإنتظار قيامتها في حضن الآب السماوي. هي شفيعة عمال المناحل، ومصابي الطاعون، وهي أحد شفعاء أيرلندا. تُرسم في الأيقونات حاملة شمع العسل، أو تحيطها الغزلان البيضاء. تعيِّد لها الكنيسة الجامعة يوم 11 فبراير. شهادة حياتها وبركة شفاعتها فلتكن معنا. آمين. |
|