رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
نص عظة البابا تواضروس الثاني فى قداس تدشين كنيسة العبور
دشن البابا تواضروس الثانى بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، اليوم الإثنين، كنيسة السيدة العذراء والقديس الأنبا تكلا هيمانوت بمدينة العبور. وعقب تدشين الكنيسة، ألقى البابا عظة جاء فى نصها: كل سنة وأنتم طيبين بمناسبة عيد النيروز، وهو عيد نحن ننفرد به عبر كل كنائس العالم، نحتفل به امتدادًا من الحضارة الفرعونية القديمة، كانت الحضارة الفرعونية حضارة غنية وكان لها تقويم خاص بها، وعندما أتت المسيحية فى القرن الأول الميلادى على يد القديس مارمرقس الرسول واستشهد فى مدينة الإسكندرية، ونالت الإيمان بالمسيح وصارت أول كنيسة فى قارة إفريقيا تنال هذا الإيمان، وعاش المسيحيون فى مصر عصور كثيرة وكان من أشدها عام 284م وهو العام الذى اعتلى فيه الملك دقلديانوس عرش الإمبراطورية الرومانية، وكان طاغية ومضطهدًا شديدًا للمسيحين، على يديه استشهد المئات ويقال فى زمنه استشهد حوالى 800 ألف مسيحى فى مصر وخارج مصر، ولأن تاريخه كان حاسمًا فى مسيرة المسيحية على أرض مصر اختار الأقباط السنة التى أعتلى فيها العرش 284م وجعلوها بداية السنة القبطية الجديدة. ويعرف هذا التقويم بتقويم الشهداء أو التقويم القبطى، صارت السنة القبطية واسماء شهورها مأخوذه من أسماء التقويم المصرى القديم (توت - بابه - هاتور... إلخ)، وتمتاز السنة القبطية بأنها سنة حسابية، فالسنة الميلادية والهجرية سنة فلكية ولكن السنة القبطية سنة حسابية وعدد الأيام الموجودة بكل شهر من شهورها 30 يومًا، وأضيف شهر صغير سمى بأيام النسئ ويكون 5 أو 6 أيام. وعاش التقويم حتى اليوم وهذا يفسر لنا لماذا يكون مواعيد الاحتفالات لدينا مختلفة عن الغرب، لأننا نسير على هذا التقويم وأعيادنا مضبوطه على هذا التقويم القبطى، نحتفل بعيد النيروز فى بداية السنة القبطية ويستمر أحتفالنا بالطقس الفريحى حتى 17 توت (عيد الصليب) الذى نحتفل به لمدة ثلاثة أيام، وتمضى مسيرة السنة الكنسية بكل أعيادها ومناسبتها وتذكارتها. ونحن نحتفل بعيد الشهداء قد نظن أنه عيدًا قديمًا، ولكن الله أنعم فى الأزمنه المعاصرة أن نسمع عن وجود شهداء وأن نراهم ونعرفهم، فصار هناك شهداء معاصرين ولذلك اختارت الكنيسة أن تعيد مرة أخرى للشهداء الجدد واختارت يوم (15 فبراير) من كل عام وهو تذكار دخول السيد المسيح إلى الهيكل، واختارت هذا اليوم لأنه تذكار شهداء ليبيا، واختارنا هذا اليوم ليمثل كل الشهداء ونحتفل به ويكون يوم فرح.. أريد أن أتكلم معك عن نوعيات من الشهداء وأقصد نوعيات روحياتهم: النوعية الأولى: الشهداء الذين سفكوا دمائهم، هؤلاء الشهداء قدموا الحياة كلها مثل القديس مارمينا والقديسة دميانة والكثير من الشهداء، هؤلاء هم شهداء الدم، وشهادة الدم فى التاريخ القبطى كانت لسببين: شهداء من أجل الإيمان، شهداء من أجل العفاف والقصص كثيرة جدًا مثل قصة القديسة ثيؤدورة والقديس ديديموس هؤلاء وغيرهم هم شهداء الدم، وشهداء الدم موجودين فى كل زمن وفى زماننا أعطانا الله أن نحيا لمحات من عصور الإستشهاد مثل شهداء كنيسة البطرسية وشهداء طنطا وشهداء المرقسية وشهداء نجع حمادى وشهداء العريش وشهداء ليبيا، وشهادة الدم أثمن شىء. النوعية الثانية: شهداء العرق، رمز للجهد والتعب والبذل والتضحية، وهم المعلمين المدافعين عن العقيدة الذين تحملوا آلام كثيرة ونسميهم المعترفين، وقد يكون الخادم أو الخادمة أو الراعى الذى يبذل نفسه وللقديس يوحنا ذهبى الفم عبارة خالدة "الشهيد يموت مرة واحدة من أجل سيده، والراعى يموت كل يوم من أجل قطيع سيده" "كَمَا هُوَ مَكْتُوبٌ: "إِنَّنَا مِنْ أَجْلِكَ نُمَاتُ كُلَّ النَّهَارِ" (رو 8: 36).. والأب والأم ينالون إكليل التربية وإذا أهملوا لا ينالوا هذا الأكليل، فشهداء العرق هم الذين يبذلون جهدًا ويقدموا وقت وفكر.. خدمة الافتقاد شكل من أشكال الشهادة، وقيسوا على هذا نوعيات متعددة، الإنسان الأمين فى حياته وعمله ودراسته هذا يعتبر شكل من أشكال الشهادة أيضًا والنوعيات تتعدد فى مجال الأسرة والدراسة والعمل والمجتمع. النوعية الثالثة: شهدء الدموع، والدموع تعبر عن المشاعر الداخلية "حَوِّلِى عَنِّى عَيْنَيْكِ فَإِنَّهُمَا قَدْ غَلَبَتَانِى." (نش 6: 5). دموع الإنسان المصلى تغلب الله، الدموع تعبير عن روح الصلاة العميقة التى يقدمها الإنسان وقد تكون دموع التوبة وطلب الرحمة ودموع الحياة النقية، والدموع التى ترافق كلماتك وصلواتك، هؤلاء الذين يقضون أوقاتًا فى الصلاة والتسبيح والترنيم هؤلاء يقدموا الدموع من أعماق قلوبهم ويرفعوا هذه الدموع توسلًا أمام الله ليقبل توبتهم ويحفظ نقاوتهم، ولذلك يا أخوتى نحن نحتفل بعيد النيروز على مدار 17 يوما فى بداية العام لا تظنوا أن الشهداء فقط هم شهداء الدم ولكن نوعيات الاستشهاد عديدة جدًا، والشهيد فى عرف الكنيسة مكرم، والشهداء لهم مرتبة متقدمة فى صلوات الكنيسة، لذلك وأنت تحتفل بعيد النيروز تسأل نفسك ماذا قدمت وماذا أقدم حبًا فى مسيحى الذى صلب من أجلى؟ أقدم دم أم دموع أم عرق ماذا أقدم؟ فيجب أن تقدم تعبيرًا عن المحبة الموجودة بداخل قلبك. نحن نفرح بعيد النيروز ونفرح معكم اليوم وكل الأحبار الأجلاء والآباء الكهنة والشمامسة بتدشين هذه الكنيسة الجميلة، ونشكر الله أنه أعطانا فى العبور كنيسة ثانية بعد كنيسة ماربولس ربنا يبعت، وبدأ العمل فى كنائس أخرى وربنا يكمل ويفرحكم جميعًا، وأشكر شكر خاص أبونا رافائيل الأنبا بيشوى ونصلى أن يعطيه الله صحة ويكمل شفائه والآباء الأحباء الذين يخدموا هنا أبونا يوحنا وأبونا جوناثان وكل الآباء الأحباء فى كنيسة ماربولس، ربنا يبارك الخدمة و المنطقة تعمر أكثر وأكثر، واسم العبور له مدلول فى العهد القديم ونحتفل به فى البصخة وله مدلول فى العهد الجديد فى حرب أكتوبر1973م وله معانى جميلة جدًا. ربنا يحفظكم ويبارك فى حياتكم ويفرحكم دائمًا ويبارك فى كل الذى تعب فى هذه الكنيسة من المهندسين و الإدارين والفنانين والعمال والذين ساهموا وتبرعوا والذين صلوا وكل الذى قامت الكنيسة على اكتافهم لنصل إلى هذا اليوم ويصبح هذا اليوم هو عيد الكنيسة السنوى، ربنا يحفظكم ويبارك حياتكم ونصلى من أجل أن يرفع الله وباء كورونا، ويجب أن نحترس من أجل أن يرفع الله هذا الأمر عن حياتنا وعن بلادنا وعن العالم كله، يعطينا المسيح دائمًا هذه النعم ويعطيكم فرح فى قلوبكم وحياتكم وخدمتكم، يبارك كل أسرة ويعطينا دائمًا أن نمجده فى حياتنا ونشكره على نعمه الكثيرة وعطاياه العديدة، له كل مجد وكرامة من الأن وإلى الأبد آمين. |
|