|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
العمل الحَسَن أما يسوع فقال اتركوها. لماذا تزعجونها. قد عملت بي عملاً حسناً .. عملت ما عندها (مر14: 6،8)بينما كان المسيح متكئاً ساعة العشاء في بيت سمعان الأبرص، جاءت مريم أخت مرثا ومعها قارورة طيب ناردين خالص كثير الثمن، وكسرت القارورة وسكبت الطيب على رأسه. ولقد عبّرت مريم بذلك عن تقديرها للمسيح وعن عواطف محبتها تجاهه، وعن بُعد نظرها الروحي. ولقد أظهرت بذلك معرفة وفهماً فاق عن فهم باقي التلاميذ. فبعد أن ربحها المسيح بنعمته وجذبها بمحبته، جلست عند قدميه لتسمع كلامه. ولقد أنشأت فيها محبة المسيح ونعمته المحبة له، كما أعطى كلامه لها فهماً روحياً عميقاً ومتميزاً. ولفرط محبتها للمسيح تمكنت أن تُدرك تزايد عداوة اليهود له، وقدمت بعملها شهادة عن تقديرها وحبها للمسيح في نفس اللحظة التي عبّر فيها الناس عن بغضهم الشديد له. ولقد كشف تكريم مريم للمسيح عما في قلوب البعض من الحاضرين. وفي إنجيل يوحنا12 نرى أن يهوذا كان قائد أولئك الذين وجهوا اللوم لمريم، فما كان ربحاً للمسيح كان خسارة بالنسبة ليهوذا. يستطيع الناس أن يقدّروا الأعمال الصالحة التي تُقدم للناس، ولكنهم لا يرون أية قيمة للأعمال التي لا تستهدف إلا مجد المسيح. وكم يجب علينا نحن أن نحترس من أن ننشغل بالتبشير للخطاة والاهتمام بالقديسين فقط، دون أن نُظهر أي تقدير للسجود لشخص المسيح وحده. ومع أن عمل مريم كان موضوع انتقاد الناس، إلا أنه نال التقدير من الرب إذ شهد بأنها « قد عملت بي عملاً حسنا ». نقرأ في لوقا10 أن مريم اختارت « النصيب الصالح »، ونرى هنا أنها قد عملت « عملاً حسنا ». النصيب الصالح هو في الجلوس عند قدمي الرب والاستماع لكلامه، والعمل الحسن هو ذلك العمل الذي يستهدف شخصه المبارك. ولم يمتدح الرب العمل الذي قامت به مريم من أجل الدافع المجيد الذي ورائه فقط، ولكن أيضاً لأنها « عملت ما عندها ». ونحن لا يجب علينا أن نحجم عن تقديم أية خدمة للرب مهما بدت صغيرة ومختفية، إذ أننا كثيراً ما نسرع إلى الخدمة التي لها طابع ظاهري وفيها تعظيم للذات. ألا يشجعنا هذا المنظر الجميل أن نعمل على قدر ما عندنا مهما كان قليلاً على شرط أن يكون الدافع لنا هو مجد المسيح. |
|