منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 30 - 01 - 2023, 01:53 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,273,078





دروس من فوق السطوح


دروس من فوق السطوح


«فَمَا لَكِ أَنَّكِ صَعِدْتِ جَمِيعًا عَلَى السطوح؟»

(إشعياء٢٢: ١).

داود يتمشى على سطح بيت الملك، فيرى ويشتهي ويُرسل ويأخذ، ثم ينزل من على السطح يرتكب الزنا ومن بعده القتل (٢صموئيل١١)! وأما الأمر الذي فعله داود فقبح في عيني الرب.

في رداءة أبشالوم وشرّ قلبه، ينصبوا له خيمة على نفس هذا السطح، سطح بيت الملك، ويدخل إلى سراري أبيه أمام جميع إسرائيل (٢صموئيل١٦: ٢٢). ومن ثم تنشب في هذا القلب ثلاثة سهام وهو بعد حي، لكن بقلب كان قد مات!

كان هذا في طريق حصاد داود: نعجة من النعاج الأربعة، التي حكم بها على نفسه: «يرد النعجة ٤ أضعاف». يصعد الرقيب إلى السطح، ومن هناك يرى لداود من أتوا لإخباره بمقتل النعجة الثالثة (أبشالوم) (٢صموئيل١٨: ٢٤). وها هو يتمشى مرة أخرى ولكنه يتمشى حزينًا. فعينه التي رأت، بكت. وكان داود يبكي ويقول هكذا وهو يتمشى: يا ليتني مُت عوضًا عنك يا ابني أبشالوم.

نبوخذنصر الملك يتمشى أيضًا على سطح قصر مملكة بابل ويرتفع قلبه قائلاً: أليست هذه بابل العظيمة التي بنيتها بقوة اقتداري ولجلال مجدي! وينزل من على السطح يتمشى أيضًا، لكن يتمشى على أربعة أرجل! إذ كان قضاؤه من الله أن يتحول لحيوان (دانيال٤: ٢٩)! إلى أن علِم أن الله هو العلي المتسلط في مملكة الناس، وأنه مَلك السماء ولا يوجد من يمنع يده أو يقول له ماذا تفعل؟ وأن من يسلك بالكبرياء، فهو قادر على أن يذله.

أصعدت راحاب الزانية الجاسوسين وخبأتهما على سطح بيتها، ثم صعدت إليهما لا كزانية، بل بإيمان تشجعهما قائلة: علمت أن الرب قد أعطاكم الأرض، سمعنا فذابت قلوبنا. لأن الرب إلهكم هو الله في السماء من فوق وعلى الأرض من تحت (يشوع٢: ٦-١١). لقد توصَّلت إلى ما توصل إليه نبوخذ نصر الملك، هو ملك السماء وهو أيضًا المتسلط في مملكة الناس. لكنها توصلت إليه من أقصر طريق عندما سمعت وصدقت فآمنت، فالإيمان بالخبر، والخبر بكلمة الله.

ولم تكن راحاب هي المرأة الوحيدة التي يظهر إيمانها في صعودها على السطح، بل أيضًا هناك امرأتان أخريان لا نعرف حتى اسميهما. إحداهما هي: امرأة برج تاباص التي استعملت الإمكانات القليلة المتاحة لديها - ولدى الجميع أيضًا - لكن لم يفكر أحد سواها أن ليس عند الرب مانع أن يخلص بالقليل. وفي شجاعة الإيمان طرحت قطعة رحى على رأس أبيمالك فكسرت جمجمته (قضاة٩: ٥١-٥٣).

كذلك الشونمية، المرأة العظيمة التي عملت عُلّية لرجل الله على الحائط (السطح)، صعدت إليها في أظلم يوم في حياتها حيث أضجعت ابنها الميت، وأغلقت عليه هناك وخرجت إلى رجل الله في الجبل (٢ملوك٤: ١٠٢١). فمن تعوَّد الصعود في يومه العادي، حتما يستطيع الصعود في يومه الباكي.

وفي خطوة إيمان أيضًا، صعد الأربعة الرجال على سطح البيت (ربما كان بيت بطرس) يحملون رفيقهم المفلوج ممسكين بفراشه من الأربعة أطراف، ودَلّوه مع الفراش من بين عوارض السقف قدام يسوع لما لم يجدوا من أين يدخلوا به لسبب الجمع (لوقا٥: ١٩).

وفي مشهد مماثل، يرى بطرس السماء مفتوحة وملاءة مربوطة بأربعة أطراف أيضًا ومدلاة إلى الأرض وفيها من كل الدواب والزحافات والوحوش والطيور. عندما صعد إلى سطح بيت سمعان الدباغ في يافا ليصلي. وبعدها أطاع وقَبِلَ إرساليته لبيت كرنيليوس. (أعمال١٠: ٩). وهناك على السطح تعلّم ألا يقول عن إنسان ما إنه دنس أو نجس.

الشعب الراجع من السبي، إذ قرأوا سفر الشريعة وفهموها، عملوا فرحًا عظيمًا لأنهم فهموا الكلام الذي علَّموهم إياه. وإذ ذاك، صعدوا كل واحد إلى سطح بيته وعملوا مظالاً إطاعة لكلمة الله. وكان فرح عظيم جدًا (نحميا٨: ١٦). ودائمًا الطاعة تجلب الفرح، الذي يجلب القوة. ففرح الرب هو قوتنا.

في المشهد الختامي الذي يُسدل فيه الستار على حياة شمشون، وإذ صعد ٣٠٠٠ من الفلسطينيين على سطح بيت داجون، معيِّرين شمشون الذي انطفأت شمسه في أوج نهاره، شمشون الذي لم تنقصه القوة لكنه صار ضعيفًا مقيدًا مقلوع العينين. وهنا العين التي رأت قُلعت. وها القوي يصير ذليلاً يلعب أمامهم لتسليتهم (قضاة١٦: ٢٧). فكما أن الطاهر اليدين يزداد قوة، فالعكس بالعكس أيضًا (أيوب١٧: ٩). وبدل أن يرانا الناس فيمجدوا أبانا الذي في السماوات، فلما رأوه مجدوا إلههم! وهل يمكن أن يرانا الناس فيمجدوا إلههم؟ نعم - بكل أسف - عندما لا تُظهر أفعالنا حقيقة ما نعرفه في عقولنا، يُجَدَف على الاسم الحسن بسببنا بين الأمم (رومية٢: ٢٤).

كانت هذه هي بعض الدروس التي نتعلمها من السطوح، ولدينا الاختيار، إما أن نسلك طريق الطاعة الذي يؤدي إلى البركة، أو نسلك طريق إرادتنا الذاتية لكنه طريق شَرٌّ وَمُرٌّ.

«هكَذَا يَقُولُ ٱلرَّبُّ فَادِيكَ قُدُّوسُ إِسْرَائِيلَ: أَنَا ٱلرَّبُّ إِلَهُكَ مُعَلِّمُكَ لِتَنْتَفِعَ، وَأُمَشِّيكَ فِي طَرِيقٍ تَسْلُكُ فِيهِ. لَيْتَكَ أَصْغَيْتَ لِوَصَايَايَ، فَكَانَ كَنَهْرٍ سَلَامُكَ وَبِرُّكَ كَلُجَجِ لبحر» (إشعياء٤٨: ١٧-١٨).
رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
مزمور 119 | ما يتعلمه في الخفاء يُنادى به على السطوح
جراحة عاجلة لفرخة سقطت من فوق السطوح
أمّا الزّنى والفِسْقُ والفجورُ
اَهرُبوا مِنَ الزّنى، فكُلّ خَطيئَةٍ
الإيمان و روح الزّنى !


الساعة الآن 04:14 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024