رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
القديس أفراهاط الحكيم الفارسي بين الفصح القديم والفصح الجديد [فصح اليهود هو اليوم الرابع عشر بليله ونهاره. وفصحنا هو يوم الآلام العظيم، يوم الجمعة الخامس عشر بليله ونهاره. بعد الفصح أكل إسرائيل الفطير سبعة أيام حتى اليوم الحادي والعشرين من الشهر، ونحن نحفظ الفطير كعيد مخلصنا. هؤلاء أكلوا الفصح على أعشاب مرة، ومخلصنا رذل كأس المرارة هذه وانتزع كل مرارة الشعوب حين ذاقها، ولم يرد أن يشرب. يذكر اليهود خطاياهم زمنًا بعد زمنٍ، ونحن نتذكر صلب مخلصنا وإهانته. بالفصح خرج هؤلاء من عبودية فرعون، ونحن في يوم الصلب نخلص من عبودية الشيطان. هم ذبحوا حملاً من القطيع، وبدمه نجوا من المفسد، ونحن خلصنا بدم ابن مختار من أعمال الفساد التي عملناها. كان لهم موسى قائدًا، ونحن لنا يسوع هاديًا ومخلصًا. شق لهم موسى البحر وأجازهم، وأما مخلصنا فشق الجحيم وحَّطم أبوابه، ودخل إلي الداخل وفتحها. ورسم الطريق أمام كل الذين يؤمنون به. وهبهم موسى الماء من الصخرة، وأجرى لنا مخلصنا الماء الحيّ من صدره. وعدهم موسى بأرض الكنعانيين ميراثًا، ووعدنا ربنا بأرض الحياة ملكًا. رفع موسى حية نحاسية، كل من ينظر إليها يبقى حيًا بالرغم من لدغة الحية. وعلق يسوع نفسه وكل من يتطلع إليه ينجو من جرح الحية التي هي الشيطان. صنع لهم موسى الخيمة الوقتية ليقدموا فيها الذبائح والقرابين، فيطهروا من خطاياهم. وأقام يسوع خيمة داود الساقطة (عا 9: 10؛ أع 15: 16) وقام. وقد قال لليهود: "انقضوا هذا الهيكل وفي ثلاثة أيام أقيمه" (يو 2: 19). وقد فهم تلاميذ إنه تحدث عن جسده الذي يقيمه بعد ثلاثة أيام حين يقتلونه. ففي هذه الخيمة وعدنا بالحياة وبها تطهر خطايانا. دعا خيمتهم خيمة وقتية، لأنها تخدم زمنًا قصيرًا، ودعا خيمتنا هيكل الروح القدوس الذي يدوم إلي الأبد (1 كو 3: 16؛ 6: 19)[3].] |
|