القديس إكليمنضس السكندري
أن الغنوسي أو المسيحي الأمثل صاحب المعرفة الحقيقية هو البار الذي لا يتزعزع إلى الدهر [٦]، إذ يستخدم كل أنواع المعرفة ولا يخاف الفلسفة بل يستفيد منها. حقًا إن الجماهير تخاف الفلسفة كما يخاف الأطفال من القناعات لئلا تضلهم عن الطريق. لكن المسيحي يَقدِرُ بالإيمان أن يعرف الحق ويُمَيِّزَه؛ يفصل الحق غير المتغير عن الآراء الباطلة، فيكون كالصرَّاف الذي يقدر بخبرته أن يفصل العملة الحقيقية عن الزائفة. هكذا لا ينخدع الغنوسي بالكلمات الزائفة، وكما يصرخ داود قائلًا: "البار لا يتزعزع إلى الأبد" (مز 112: 6)، لا بالكلمات الزائفة، ولا باللذات الخاطئة. إنه لن يتزعزع عن ميراثه، "لا يخشى من خبر سوء" (مز 122: 6)، فلا ترعبه افتراءات لا أساس لها، ولا يهتز من آراء باطلة تنتشر حوله .