تهديدات جهادية بإعلان إمارة إسلامية في سيناء .. وتحركات لدبابات مصرية لأول مرة على حدود غزة
كشفت مصادر أمنية بشمال سيناء أن الأجهزة الأمنية استعدت لمواجهة سيناريو"إعلان سيناء إمارة إسلامية" من قبل متشددين، قد يستغلوا مظاهرات 30 يونيو لفرض سيطرتهم على شبه جزيرة سيناء.
وأكدت المصادر أن أجهزة الأمن وضعت مخططات للتصدى لأى محاولة اعتداء على مقار الأمن والجيش فى نطاق المحافظة، وأنها ستتخذ اجراءات حازمة تجاه أى ظهور مسلح خلال الفترة المقبلة، مشيرة إلى أن الأجهزة الأمنية تضع فى حسبانها محاولة إعلان سيناء إمارة إسلامية استغلالا للظروف السياسية فى البلاد، ووضعت سيناريوهات عدة فى حال حاولت مجموعات مسلحة فرض نفوذها فى شمال سيناء .
وقالت مصادر مقربة من جماعات جهادية إن "نوايا إعلان سيناء إمارة اسلامية قائمة، فى حال سقوط الرئيس محمد مرسى، فالجماعات الجهادية لن تقبل نهائيا بإعادة الأمور إلى ما كانت عليه قبل الثورة، مستغلة حالة الفوضى التى يمكن أن تدب البلاد فى الايام القادمة".
ومن جانبها شددت قوات الجيش من إجراءاتها الوقائية، وحصنت الحواجز الأمنية بسواتر صخرية، بخلاف عمليات التمشيط التى تجريها مروحيات"الاباتشى" فى أجواء المنطقة الشرقية بسيناء.
والسؤال الأن : هل فعلا الجماعات الاسلامية فى شمال سيناء لديها القدرة التسليحية والتكتيكية على إعلان شمال سيناء امارة اسلامية؟، وهل هذا سيكون بهدف عقاب الشعب الذى يحاول اسقاط النظام الحالى ام مجرد استغلال انشغال قوات الشرطة والجيش بما يجرى فى الشارع المصرى الأن؟.
يقول اللواء خالد مطاوع، الخبير الاستراتيجى، لـ"بوابة الشباب": بعد نزول الملايين الى الشارع المصرى امس، وعدم ادارك جميع التيارات الاسلامية لحجم هذه الاعداد، اصبح واضحاً ان التيار الاسلامى سواء كان معتدلاً او متطرفاً غير متصور لابعاد الازمة التى تواجهه حاليا.
واوضح مطاوع، هناك شعب انتفض ضد اى مشروع لدوله"ثيوقراطية" اى الدولة الدينية، وبالتالى فان هذه الجمعات كل ما تخشاه حاليا هو هاجس العودة الى السجون والملاحقات الامنية، وبالتالى اصبحت تنتهك خطاب التهديد ضد الشعب و كل من يقف فى وجه مشروع الدولة الدينية.
واضاف الخبير الاستراتيجى، اما ما يثار عن التهديات لاعلان سيناء امارة اسلامية فى حاله اسقاط الدكتور محمد مرسى، فهذا حديث يبتعد تماما عن المنطقية، وهو خارج امكانيتهم، ففى المقام الاول لم يرضى اهل سيناء بهذا الهراء، كما ان القوات المسلحة تقف بالمرصاد لاى محاولة للانتقاص من تهديد الحدود المصرية والتى تعتبر فى صلب اختصاصها فى تامين الامن القومى المصرى، وكل ما نتمناه الايترك حكماء ومشايخ الجماعات الحديث لعناصر ترتزق وتتربح من تصريحاتها، لان هذا رهان خاسر تماما .
ومن ناحية أخري ، أفاد شهود عيان فلسطينيون ومصريون لوكالة أنباء الأناضول، بوصول أعداد كبيرة من الدبابات المصرية، فجر الاثنين، إلى الحدود مع قطاع غزة للمرة الأولى منذ سنوات طويلة.
وقال الشهود إن الجيش قام بتعزيز قواته على الحدود مع قطاع غزة بحوالي 30 دبابة، تمركز معظمها في المنطقتين الشرقية والغربية لمدينة رفح المصرية، ومحيط المواقع العسكرية التابعة لقوات الجيش.
ولفتوا إلى أن الدبابات من هذا النوع تصل لأول مرة بهذا الحجم للحدود الفلسطينية المصرية منذ سنوات طويلة، وتقوم بعمليات تمشيط وتحركات علنية على الحدود.
وقال أحد الشهود من رفح المصرية: "اعتدنا على مشاهدة المدرعات والعربات العسكرية فقط، لكن لأول مرة نشاهد هذه الدبابات".
ونوّه إلى أن بعض الدبابات تمركزت في محيط المواقع العسكرية التابعة لقوات حرس الحدود المصرية، واعتلى عدد من الجنود المواقع حاملين أسلحة ثقيلة، فيما وجهت الآليات مدفعياتها صوب الأراضي الفلسطينية، وسط تحليق مكثف للطائرات المروحية.
بدوره، قال شاهد يقطن في مخيم "يبنا" غرب مدينة رفح الفلسطينية، إنه سمع أصواتًا كبيرة وتحركات لأول مرة بهذا الشكل لدبابات مدفعية مصرية على الحدود مع غزة، خاصة مقابل المخيم الذي يعيش فيه، وسمع تكبيرات الجيش المصري، حسبما ذكرت الوكالة التركية.
وأوضح الشاهد أن الدبابات وصلت للمنطقة الحدودية بعد الساعة الواحدة والنصف فجرًا، وسمع صوتها بشكلٍ واضح وعالٍ، وهي تسير على الحدود بأعداد كبيرة، وبغطاء من طائرات مروحية عسكرية.
من جانبه، أفاد شاهد عيان في منطقة رفح المصرية بوصول أرتال كبيرة من الدبابات والمدرعات، ظهر الأحد، لمدينتي الشيخ زويد ورفح المصرية، وتمركزها بجوار المقار الأمنية التابعة للجيش والشرطة.
وبين الشاهد أن الجيش نشر كذلك أربع مروحيات عسكرية في منطقة مدينة الشيخ زويد، ونشر بعض الآليات على الحواجز المنصوبة على الشوارع الرئيسة للمدينة، وكثّف من تواجده على مفارق الطرق المؤدية لها وللمدن المجاورة.