رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
المسيح غيّرني فاصبحت جميلا ً
جاء في الإنجيل المقدس: ودخل يسوع أريحا وأخذ يجتازها. وكان فيها رجل غني من كبار جباة الضرائب اسمه زكّا، فجاء ليرى من هو يسوع. ولكنه كان قصيرًا، فما تمكن أن يراه لكثرة الزحام. فأسرع إلى جمّيزة (شجرة) وصعدها ليراه، وكان يسوع سيمر بها. فلما وصل يسوع إلى هناك، رفع نظره إليه وقال له: «إنزل سريعًا يا زكّا، لأني سأقيم اليوم في بيتك». فنزل مسرعا واستقبله بفرح. فلما رأى الناس ما جرى، قالوا كلهم مُتذَمّرين: «دخل بيت رجل خاطئ ليقيم عنده». فوقف زكّا وقال للرب يسوع: «يا رب، سأعطي الفقراء نصف أموالي، وإذا كنت ظلمت أحدًا في شيء، أرده عليه أربعة أضعاف». فقال له يسوع: «اليوم حلّ الخلاص بهذا البيت، لأن هذا الرجل هو أيضًا من أبناء إبراهيم. فابن الإنسان جاء ليبحث عن الهالكين ويُخلّصهم»... هناك مقولة مشهورة تقول "لا تلتقِ بأبطالك"... فكل واحد منا له شخصية بطلة في الحياة تلهم افكاره وافعاله. وعبارة "لا تلتقِ بأبطالك" تقال لكي تحميك من الإحباط، وانكسار صورة البطل في مخيلتك. فقد يكون بطلك هو ممثل سينمائي مشهور، فتقتبس مقولاته وتتابع كافة اعماله؛ لكن لو عشت معه يومين، قد تتغيّر صورتك عنه كليًا عندما تكتشف (على سبيل المثال) أنه مدمن كحول، وهو غير قادر على النوم دون أن يثمل بصورة كاملة، ويبتذل ذاته متجردًا من كل صفات العقل والضمير. فهذا الشخص الذي كان في قمة الجمال في مخيلتك، اصبح ذكر اسمه يتراود مع صورة قبيحة ومذلة. وهكذا احبتنا ينطبق نفس الشيء على حياتنا الشخصية. فكلنا نسعى لأن نكون جميلين لكي نقبل أنفسنا ويقبلنا الآخرين، ومع الأسف فاننا نسقط ضحية لجمال الجسد. فمن منا مقتنع مئة بالمئة بشكله ولا يريد تحسين اي شيء فيه؟ لا يوجد، وهذا أمر طبيعي. فالخدعة تكمن في أن نقيس جمالنا بناءً على اشكال اجسادنا، لأن هذه ليست الحقيقة. فإن كُنت رائع الجمال، لكن اخلاقك سيئة فالناس ستنظر لك نظرة القبح... وانت ستفعل نفس الشيء معهم، وهذه، هي الحقيقة. فإن اردت ان تعرف جمالك، فنفسك هي دليلك. هل يقضي الناس وقت ممتع معك؟ هل يشبعون من المحبة في حضرتك؟ هل يرون فيك مثالًا يُقتدى به يبعث فيهم الأمل للحياة؟ هل... هل... هل...؟ والسيد المسيح يقول "من منكم إذا اهتم يقدر أن يزيد على قامته ذراعًا واحدة؟"، وعلاوة على أن هذه المقولة تدعوا لعدم القلق على الأمور التي ليست في مقدور الإنسان تغييرها، فهي ايضًا دعوة وتذكير بأن مظهر الجسد لا يؤثر على جوهر وابدية الانسان. احبتنا، ان طبيعة الأنسان الخاطئة تجعله غير جميل تلقائيًا. فقد يكوّن علاقات لطيفة في البدء، لكن لابد ان تنشأ المشاكل والخصومات عاجلًا أم آجلًا، والمشاعر الراغبة بالأذى والانتقام تجاه الآخرين لا بد أن تُستحدث عبر الوقت... و، و، و... الخ فالعلاقات كانت طيبة لأن المصالح كانت متماشية، لكن بعد أن ضُرِبَت المصالح، فسد الجمال... فما علاقة السيد المسيح بكل هذا؟... الموضوع بسيط: ان الإيمان بالسيد المسيح يغيّر قلب الإنسان، فيحوّل القلب من اداة أخذ الى اداة عطاء تفيض بالمحبة للآخر، فعند تفعيل هذا التغيير في حياة الإنسان، فانه يبدأ بحب الآخرين وخدمتهم ومساعدتهم، بل وينتهز اصغر فرصة لفعل كل ما هو خير وفيه بنيان. فكل من يلتقي بهكذا انسان لن يشبع منه، وسيكون كل لقاء عبارة عن نسمة حياة يستنشقها الآخر. فالمسيح حوّلك من انسان قبيح نتيجة طبيعة الخطيئة فيك إلى انسان جميل. فإن كنت مؤمن بالمسيح، لا تقل عن نفسك أنك غير جميل، لأن هذه خدعة، انت جميل لأن الجمال لا يقاس بمظهر الجسد بل بروعة ورغبة الاقتراب من الشخص... انت جميل، لأنه جمّلك بتغييره لقلبك. فزكّا هنا لم يكن قبيحًا لأنه كان قصير القامة، بل لأنه كان جابيًا للضرائب وعلى الأغلب مرتشيًا او ظالمًا للناس، وعندما جمّله المسيح لم يُزد من طوله، وانما غيّر قلبه من قلب الطمع الى قلب العطاء، فأصبح زكّا جميلًا دون ان يتغيّر شيء في جسده. وإن كنت انت (مستقبل الجمال) اصبحت جميلًا بإيمانك، فكم هو جميلٌ معطي الجمال نفسه! ويمكنكم ايجاد هذا النص في الإنجيل المقدس في لوقا ١٩ |
|