عندما تحصل نفس، لمدّة طويلة، على كثير من الأنوار والإلهامات ويؤكد المعرّفون مصدر هذه الإلهامات ويُطمئِنون النفس، يُعلّمنا يسوع، إذا ازدادت محبتنا له، أنه قد حان الوقت لتنفيذ ما حصلنا عليه. تعرف النفس أن الله يتّكل عليها فتتقوّى بهذه المعرفة. تعرف أن العديد من الصعوبات تقف في وجه الأمانة. ولكن إذا وثقت بالله وبفضل هذه الثقة، ستبلغ إلى النقطة التي دعاها إليها الله، لا تخفيها الصعوبات، بل تصبح، كما كانت، خبزها اليومي، لا تخيف النفس ولا ترعبها، كما لا يخاف المحارب الصامد دائمًا في المعركة من ضجيج المدافع. فبدل أن تخاف، تسمع وتحدد الجهة التي يصوّب منها العدو هجماته، لتغلبه. لا تصنع شيئًا وأعينها مغمضة، بل تفحص وتزين بعمق كل شيء، لا تتّكل على ذاتها بل تصلّي بحرارة وتطلب نصيحة محاربين آخرين أوسع خبرة وفهمًا عندما تتصرّف النفس هكذا فهي تربح دائمًا.