|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
النحلة صغيرة في الخلائق الطائرة، ولكن ثمرها هو الأول بين الأمور الحلوة [3]. يرى القديس أغسطينوس أن النحلة تشبه بعض الحشرات الطائرة من جهة المظهر الخارجي[3]. لكن شتان ما بين النحلة التي تُقَدِّم لنا عسلًا وبين بعض الحشرات التي تُسَبِّب لنا أمراضًا. النحلة أيضًا في مظهرها حشرة خطيرة تلدغ الإنسان وتُسَبِّب له آلام، بينما تُقَدِّم للبشرية غذاءً مفيدًا، يُعتبَر ثروة للأمم لا يُستهَان بها. ويرى القدِّيس يوحنا الذهبي الفمأن الحديث هنا للزوج الذي يرى أن زوجته ينقصها الجمال، متطلعًا إلى غيرها، إذ يقول: v "لكي يُقَدِّسها، مطهرًا إياها بغسل الماء بالكلمة لكي يحضرها لنفسه كنيسة مجيدة لا دنس فيها ولا غضن أو أي شيء من مثل ذلك، بل تكون مقدسة بلا عيب" (أف 5: 26-27). بالغسل أو في الجرن غسلها من الدنس. وبالكلمة، أية كلمة؟ "باسم الآب والابن والروح القدس" (مت 28: 19). ليس فقط زيَّنها، إنما جعلها "مجيدة، لا دنس فيها ولا غضن أو أي شيء من مثل ذلك". ليتنا إذن نطلب هذا الجمال لأنفسنا، ويمكننا أن نُوجده. لا تطلب من يد زوجتك أمورًا تعجز أن تقتنيها. ألا ترون أن الكنيسة لها كل شيء في يد ربّها؟ به صارت مجيدة، وبه صارت طاهرة بلا لومٍ؟ لا تُعطِ ظهرك لزوجتك بسبب تشويه فيها. اسمع ما يقوله الكتاب: "النحلة الصغيرة بين الحشرات الطائرة، أما ثمرها فهو أفضل من كل حلاوة" (راجع سي 11: 3). هي من صُنْعِ الله. لا تتهمها، بل تتهم خالقها، ماذا في استطاعة المرأة أن تفعله. امدحها لا على جمالها، لأن المدح يقوم على الجمال الخاص بالنفس... لتبحث عن جمال النفس. اقتدِ بعريس الكنيسة. الجمال الخارجي مملوء بالخداع والانحلال العظيم، يدفع الناس إلى الحسد، وهو يدفعك إلى توقُّع أمور بشعة. |
|