رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
"وتَشرَبوا دَمَه " فتشير إلى الدُّخول في علاقة حميمة عميقة معه، وهذا يعني الدُّخول في قلب وجوهر حياة يسوع والتمتُّع بحياة الشَّركة معه. أمَّا عبارة "ابنِ الإِنسانِ" فتشير إلى المسيح كونه ابن الله المُتجسِّد، لأنَّه لا يستطيع أن يموت يسوع دون التَّجسد. أمَّا عبارة" فلَن تَكونَ فيكُمُ الحَياة" فتشير إلى عدم نيل اليهود حياة روحية والرَّجاء للحياة الأَبدِيَّة إلاَّ بإيمانهم بالمسيح. لا يكفي لليهود أن يروا أعمال المسيح ويسمعوا كلامه لكي ينالوا الحَياة إنْ لم يتَّخذوا المسيح بالإيمان قوتًا لنفوسهم. أمَّا عبارة "الحَياة" في الأصل اليوناني ζωὴν فتشير في ضوء إنجيل يوحنا إلى الكلمة المتجسدة، وهذه الحياة هي نور البشر (يوحنا 1: 4). أي أن ابن الله المتجسِّد يمتلك في ذاته جوهر الحياة الإلهية الأبدي. يسوع جاء ليهب لنا حياة تفيض فينا (يوحنا 10: 10). يتحدث إنجيل يوحنا بأكمله عن الحياة: ترتبط كافة المعجزات التي صنعها يسوع ارتباطًا وثيقًا بموضوع الحياة: الماء الذي قُدِّمَ للمرأة السامرية (يوحنا 4)، والنُّور الذي أُعطي للرجل الأعمى منذ مولده (يوحنا 9)، والحياة التي أعيدت لإحياء أليعازر (يوحنا 11)، وخاصة في الفصول الفصحية. ففي خاتمة الإنجيل يقول يوحنا أن الإنجيل كُتب لكي نؤمن، ولكي تكون لنا الحياة إذا آمنا (يوحنا 20: 31). وقد تكرَّرت كلمة "الحياة" ثماني مرات في هذا النص الإنجيلي حيث أن الخبز يدل أيضًا على الحياة كما ورد في الآية التالية “وكما أَنَّ الآبَ الحَيَّ أَرسَلَني وأَنِّي أَحْيا بِالآب فكَذلِكَ الَّذي يأكُلُني سيَحْيا بي" (يوحنا 6: 57). فعل يسوع كل شيء لكي نحيا. |
|