الكلام عن الروح القدس في العهد الجديد كثير وصريح، غير أنه أقل من الكلام في المسيح . والسبب أن الكلام الوافي عن المسيح مطلوب، لأنه إلهٌ ظهر في الجسد حسب المواعيد والنبوات ذات الرموز الكثيرة، وقدَّم نفسه كفارةً عنا لأجل تبريرنا وخلاصنا، فكان لا بد من الإخبار بتفاصيل ما عمله لإثبات لاهوته، وتوضيح أن كل تلك المواعيد والنبوات قد تمت به، وإعلان فوائد فدائه . وأما الروح القدس فبما أنه روح فقط، وعمله فينا روحي ( أي أنه يعمل في أرواحنا على كيفية غير محسوسة ) كان ما جاء من إثبات وجوده وبيان عمله وضرورته لخلاصنا كافياً .
ومن أسماء الروح القدس في العهد الجديد « روح الله » و « روح المسيح » و « روح الرب » و « روح الموعد » و « وروح الحياة » و « روح النعمة » و « روح الحق » و « روح المجد » و « المعزي » . وكل هذه الأسماء وكل ما قيل في عمله يدل على أقنوميته ومجده الإلهي، وعلى أهمية عمله فينا، واحتياجنا الكلي إليه .