|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
v كما أن الشمس تؤذي العيون الضعيفة ليس بسبب طبيعتها اللائقة بها، هكذا أيضًا بالنسبة للذين لا يبالون بكلمة الله. هكذا قيل في حالة فرعون إن (الله) قسى قلبه. هكذا يكون حال من هم مصرّون تمامًا على مقاومة كلمات الله. هذا هو أسلوب الكتاب، كما قيل: "أسلمهم إلى فكرٍ مرفوض" (رو 1: 28)... فإن الكاتب هنا لا يُقَدِّم الله بكونه هو نفسه يفعل هذه الأمور، إنما يظهر أنها تحدث خلال شرّ الآخرين. فلكي يرعب السامع لذلك يقول الكاتب: "قسى الله"، "أسلمهم". ولكي يُظهِر أنه لا يسلمنا ولا يتركنا إلاَّ إذا أردنا نحن ذلك، اسمع ما يقوله: "أليست شروركم قد فصلت بيني وبينكم؟" (إش 59: 2) LXX. ويقول هوشع: "أنتم نسيتم ناموس إلهكم، وأنا أيضًا أنساكم" (هو 4: 6) LXX. وهو نفسه يقول: "كم مرة أَردتُ أن أجمع أولادكِ... ولم تريدوا؟" (لو 13: 34)... إذ نعرف هذا ليتنا نبذل كل الجهد ألا نترك الله، بل نتمسك بالاهتمام بنفوسنا ومحبة بعضنا البعض. ليتنا لا نبتر أعضاءنا، فإن هذا عمل من هم مجانين، بل كلما رأيناهم في وضع شرير نترفَّق بهم بالأكثر. القدِّيس يوحنا الذهبي الفم |
|