نيويورك تايمز: شعبية الإخوان تتآكل

[Mary Naeem]

نيويورك تايمز: شعبية الإخوان تتآكل

تساءلت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية عن مدى شرعية الدستور الجديد الذي بدأ اليوم المرحلة الثانية من الاستفتاء عليه في ظل التراجع الكبير لشعبية جماعة الإخوان في الشارع والتي بدت واضحة في كثافة التصويت بـ"لا"، وضعف نسبة التأييد للدستور عكس الانتخابات السابقة التي كانت تحصل فيها على أغلبية ساحقة، وذلك لتركيزها على معاركها الشخصية دون النظر إلى حاجات الناس الأساسية وتأجيل الإصلاحات الاقتصادية.
وقالت الصحيفة إن انتصار الإخوان حتى الآن في معركة الدستور تفاجئ الجميع لكن حتى لو تمت الموافقة على الدستور كما هو متوقع، فإن هناك الكثير من الأسئلة التي سوف تثار حول شعبية الدستور والاضطرابات السياسية التي سوف تعيشها البلاد لتركيزهم على معاركهم الشخصية وتأجيلهم الإصلاحات الاقتصادية التي يحتاجها الناس بشدة كل هذا جعل شعبيتهم تتآكل حتى في معاقلهم القديمة.
ونقلت الصحيفة عن محمد سلامة الذي صوت للإخوان في كل الانتخابات السابقة، قوله: في استفتاء اليوم السبت على الدستور سوف أقول "لا" لأنني لم أعد أثق في الحركة، وأضاف: "إنهم لا يفعلون أي شيء ذي قيمة.. إنهم يفعلون الأشياء التي لا نحتاج لها."
وأوضحت أنه في جميع أنحاء حي "المنيل" الذي كان في الماضي أحد معاقلهم تتآكل شعبيتهم بشكل كبير، وقال باحثون إن هذا كان واضحا حتى من قبل الإقبال على التصويت والفارق الضئيل في الجولة الأولي من التصويت على ما يدعو السكان "بالدستور الإخوان المسلمين."
وأشارت إلى أن سكان القاهرة يقولون إن الأضرار التي لحقت بشعبية الإخوان ليست لها علاقة بفكرها الديني، ولكنه جاء من ثلاث شكاوى، أولا تضارب السياسات الاقتصادية للحكومة التي يقودها الإخوان، وثانيا، شبه احتكار السلطة، وثالثا استخدامهم للمدنيين المؤيدين كقوة ضد المعارضين في معركة الشوارع، وحتى مع ذلك، يقول كثير إن الإخوان لا تزال القوة السياسية الأكثر فعالية، ويرجع ذلك جزئيا لتنافر المعارضة، التي ركزت غالبا على اتهام جماعة الإخوان المسلمين بفرض الحكم الديني.
لكن في الوقت الراهن الاقتصاديين يقولون إن صراعا على السلطة يهدد التقدم بشأن المسائل الأساسية مثل الخبز والأرز التي لها أهمية قصوى لدى جميع أنحاء الطيف الأيديولوجي، ونقلت الصحيفة عن "راجي أسعد" خبير اقتصادي في جامعة مينيسوتا، قوله: "ما يحتاجه الاقتصاد هي القرارات الشجاعة التي هي سياسية وذات مصداقية.. وهناك حكومة يمكن أن نفعل ذلك الآن".

بوابة الوفد الاليكترونية