رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
فَهَتَفَت بِأَعلى صَوتِها: مُبارَكَةٌ أَنتِ في النِّساء! وَمُبارَكَةٌ ثَمَرَةُ بَطنِكِ" مريم حقاً هي تابوت العهد الجديد حيث يسكن الله بتجسد يسوع المسيح في أحشائها. وكما أقامت مريم عند اليصابات نحو ثلاثة أشهر (لوقا 1: 56) هكذا "بَقِيَ تابوتُ الرَّبِّ في بَيتِ عوبيدَ أَدومَ اِلجَتِّيِّ ثَلاثَةَ أَشهُرٍ" (2 صموئيل 6: 11). وهنا ستكون مريم الصورة المستقبلية عن الكنيسة التي سيسكنها القربان إلى الأبد. إن الله فضل قلب الإنسان على أي بيت يسكنه من الحجارة، فهذه دعوة لنا أن نجعل من قلوبنا مغارة لميلاد المسيح على مثال الأم البتول مريم. أمَّا عبارة " مُبارَكَةٌ " فتشير إلى جزء من الخبرة اليوميّة لدى إنسان العهد القديم. نستقبل القريب ونودّعه "فنباركه" بمعنى أننا "نحيّيه" (تكوين 47 :7). وتدلّ المباركة على الوحدة وعلى علاقة الحياة، وهذا أمر خاص بعلاقاتنا في الشرق.أماكلمة مباركة على فم اليصابات فتدلُّ على تمجيد لله وشكر له، وإقرار بجميله بسبب أعماله ومعجزاته، وبهذا البركة عبّرت اليصابات عن الوحدة بين الأم مريم وابنها يسوع. هي بركة مزدوجة، يسوع مريم يشتركان معا في البركة الإلهية. مريم هي المباركة، ويسوع الذي فيها هو المبارك وكلاهما يأتيان باسم الرب لإعلان الملكوت المسيحاني. فبركة الرب تبلغ البشر بواسطة مريم ويسوع المُتَّحدين اتحادا لا ينفصم. إن مريم مرتبطة بابنها ارتباطا وثيقا في شخصيتها وطبيعتها وتاريخها، لذلك هي ليست أداة مجرَّدة من كل شخصية أو مسؤولية بل هي شريكة لإعلان الملكوت. أما عبارة "ثَمَرَةُ بَطنِكِ" فتشير إلى يسوع المسيح، كما سبق كثير من رجالات العهد القديم الذين كُرِّسوا للرب " وهم في بطون أمهاتهم " مثل شمشون (قضاة 13: 5) وارميا (ارميا 1: 5) وعبد الله (أشعيا 49: 1)؛ يعني ذلك أن الله سبق فاختارهم لرسالتهم كما اختار بولس الرسول " لكِن لَمَّا حَسُنَ لدى اللهِ الَّذي أَفرَدَني، مُذ كُنتُ في بَطْنِ أُمِّي، ودَعاني بنِعمَتِه" (غلاطية 1: 15). تحدّثت المرأتان بنعم الله، والوالدان زيَّنا الأحشاء الوالدية بسر التقوى وبنعمه. |
|