منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 09 - 09 - 2014, 03:38 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,269,462

ممارسة سر التوبة تقود إلى الحس بالخطيئة وبالتالي إلى الخيار الجذري

ممارسة سر التوبة تقود إلى الحس بالخطيئة وبالتالي إلى الخيار الجذري




أ- الحس بالخطيئة: المسيحي كأي إنسان هو خاطئ، إلا ن السيد المسيح فداه ومنحه نعمة المغفرة. لقد سبق وتكلمنا عن فقدان الإحساس بالخطيئة في العالم مما أدى إلى تناقص عدد المتقدمين من سر التوبة... فهل لديّ حس الخطيئة وهل أنا مقتنع بالخلل الذي تسببه الخطيئة في حاتي وفي العالم...



ليس المقصود التركيز على الخطيئة بقدر ما يلزم التركيز على مغفرة الخطيئة. في قانون الإيمان نقول ونؤمن بمعمودية واحدة لمغفرة الخطايا. فيتجلى السيد المسيح في من خلال مغفرة الخطايا. وما الحلة التي أنالها إلا إحياء لعمادي، إنه "معمودية جديدة". يعطي العهد الجديد الأهمية للخاطئ وليس لخطيئة. ويقدم لنا أمثلة لأناس خطأة. كصورة لخطيئتنا نحن. وإن صورة بطرس الرسول التائب هي صورة كل مسيحي يتوب: الخطيئة هي عدم الأمانة لرسالة معينة أُوكلت إلينا.



ب- اهتداء "إلى" أم اهتداء "عن": تقابل كلمة "توبة" العربية الكلمة اللاتينية "Paenitentia" والكلمة اليونانية " Metanoia" أي الندم والاهتداء وتغيير العقلية والمسار المتبع.



نفهم أن "سر التوبة"، يعني "سر" أي أداة، علامة، إشارة اهتداء. لذا لا معنى لسر التوبة إن لم يكن مرفقاً بالاهتداء كما أنه لا معنى للرمز دون الواقع الذي يرمز إليه. ومن هنا تأتي أهمية تعمق فكرة الاهتداء وتغيير العقلية كشرط أولي للمصالحة مع القريب ولعيش الحياة المسيحية بطريقة إنجيلية.



نلاحظ من الصفحات الأولى للكتاب المقدس ابتعاد الإنسان عن الله، وما تبع هذه الخطوة من انفصال بين الأشخاص والشعوب. وتاريخ الخلاص هو سلسلة من الأعمال التي صنعها الله حبّاً بالإنسان ليرده إلى الحالة الأولى من الصداقة معه.



كانت المحاولة الأولى للعودة من خلال الشريعة المعطاة على جبل سيناء، "وصايا الله العشر"، إلا أن النتائج لم تكن مرضية. لذا حاول الأنبياء بث فكرة الارتداد بعبارات تشير إلى أن روح الله يحوّل الإنسان من الداخل بتغيير قلبه(إر31:31-34، حز 26:36).



وجاء السيد المسيح منادياً "توبوا وآمنوا بالإنجيل". إن بشارة المسيح للتوبة هي صدىً لدعوة الأنبياء للعودة، إنها دعوة مُلّحة لتغيير القلب والعقل وإعادة توجيه الحياة نحو إله "المحبة". إنه تحوّل جذري لتغيير العقلية نتيجة تقبّل البُشرى الجديدة التي تفتح القلب للمسيح والقريب.



من كل ما سبق نفهم أن التوبة لا تعني مجرد التعرّف على الخطيئة أو الاعتراف بكوننا خطأة أو الندم على خطأ سبق أن اقترفناه. عندما نقول اهتداءً نشير إلى المستقبل أكثر منه إلى الماضي. إنه ليس اهتداءً "عن" إنما اهتداء "إلى".



جـ- الاهتداء خيار جذري: ليس قبول سر الاعتراف حدثاً من أجل المشاركة في احتفال ديني معين أو تذكرة تخوّلنا إقامة الأسرار المقدسة ولا مجرد أمانة لوصية كنسيّة معينة. كما أنه لا يعني بالضبط راحة نفسية، إنه أكثر من ذلك. إنه خيار جذري ومستمر يعطي معنىً جديداً لحياتنا فيحررنا من الماضي ويفتح آفاقنا للمستقبل، إنه تحد.



حسن الاستعداد



أ- الاستعداد المباشر: لكي نقبل سر التوبة بصورة تساعدنا على النمو الروحي في حياتنا المسيحية، لابد وأن نستعد لهذا السر استعداداً كافياً وجيداً. ليس المقصود هنا تحضير لائحة بالنقائص وإلا لتحول السر إلى مجرد إقرار بها.

علينا ألا نحوّل فحص الضمير إلى تمرين للذاكرة وجمع أكبر عدد ممكن من الخطايا والنقائص ونكتفي بذلك وننسى أن فحص الضمير هو مرحلة من السر نفسه ويجب أن تُظهر منذ تلك اللحظة كُره الخطيئة والعزم على ألا نعود إليها.



كما أن حُسن الاستعداد يعني ألا نكتفي بالحد الأدنى والضروري لكي يتم السر. لذا ليست الأفعال بحد ذاتها هي الأهم بل الاستعداد الروحي. "تكون الندامة الحقة بالتخلّص الحقيقي والكياني من هذا الروح وهذا الموقف الذي وصلنا عملياً إلى العيش فيه، وبالتغلّب على الجمود الذي يُبقينا أسرى الفتور".



إنه من غير الممكن الوصول إلى هذه الحالة بمجرد تحضير سريع لبضع دقائق حرصاً على وقتنا من الضياع. حُسن الاستعداد إذا يعني أن نبدأ مسيرتنا بالصلاة والتأمل لكي نصل إلى تحريك ضميرنا الذي لا يمكن تحريكه بقوانا الشخصية والتخلّص من فتورنا الروحي. إن هذا الفتور الذي هو سبب نعاسنا وعدم شعورنا بالجوع والعطش إلى أي شيء ناجم مراراً عن نقص محبة أكثر منه عن ضعف بشري.

ليس سر التوبة لحظة منفصلة عن الحياة. يجب أن تكون لحظة اللجوء إلى سر التوبة نقطة وصول ونقطة انطلاق. نقطة وصول: أي تشير إلى وجود فترة سابقة بدأنا فيها مسيرة التوبة لنصل إلى نقطة معينة. ونقطة انطلاق: تشير إلى أن المسيرة م زالت مستمرة ويجب ألا تتوقف أبداً. يذكرنا هذا بحادثة الفتى الذي اقتحم السماء: الفتى غريكوئتس الذي أراد يوماً أن يصل إلى السماء.

وإذ كان يظن أنه ليس بالبعيد أخذ يتسلق الجبل وكلما وصل إلى قمة لاحظ أن السماء فرّت إلى قمة أعلى. ومع ذلك لا يتردد بالرغم من التعب، ها هو يحمل عصاه ويتابع المسيرة لأن الرغبة أقوى من التعب.





ب- فحص الضمير اليومي: إن محاسبة النفس من القواعد الأساسية في الحياة الروحية. وأول أسباب عمى القلب هو إهمال محاسبة النفس. وهذه المحاسبة لابد منها كل يوم ، وهي تهدي إلى التوبة الحقيقية .

إن إدراك الكاهن لنواقصه هو دليل الحرارة . وليس أسرع من اعتراض الفاتر إلى تبرير نفسه ، ويا ليتنا نحكم على أنفسنا بالقساوة عينها التي نحكم بها على غيرنا.

ومن عرف كيف يحاسب نفسه لا يصعب عليه أن يتبين ما يطلبه منه الله، على نور تأمل الإنجيل والنظر في تصرفه الرسولي. المهم أن تبقى فينا الطواعية الكافية لإلهامات الروح. وألا نجعل من عاداتنا وأساليبنا وميولنا قواعد منـزلة: "استيقظ أيها النائم فيضيء لك المسيح " (أفسس14:5).





جـ- روح التوبة: لقد ذكّر سينودس الأساقفة ب "مركزية التوبة" في رسالة الإنجيل وحياة الرسل، إذ بدأ السيد المسيح رسالته منادياً: "توبوا وآمنوا بالإنجيل"، توبوا فقد اقترب ملكوت السموات". وأكّد على ضرورة الاحتفال بهذا السر ضمن هذه الحقيقة وضمن هذا الواقع.



حتى نستطيع أن نعيش سر التوبة ونستفيد من نعمته، علينا أن نسأل أنفسنا هل لدينا روح التوبة. وما سر التوبة إلا لحظة من لحظات حياة التائب المستمرة. وإذا تجاهلنا روح التوبة أو انعدمت التوبة من حياتنا، فمن المستحيل إعطاء سر التوبة قيمته الأساسية. بما أن سر التوبة ما هو إلا تحقيق لروح التوبة، لابد لحياتنا المسيحية أن تعكس طابع التوبة في تقشف مستمر...



لقد ركّز البابا بولس السادس في رسالته "توبوا" عدد 49، على أهمية التقشف في حياة المسيحي. ويدعو إلى الارتداد الداخلي من خلال ممارسة أفعال توبة خارجية وطوعية:

الأمانة المستمرة للواجب اليومي تقبّل الصعوبات والمحن بصبر، احتمال الآلام بالمشاركة مع آلام المسيح. ويؤكد قداسته على ضرورة الإماتة الجسدية بكون طبيعتنا ضعيفة. لأنه بعد خطيئة آدم أصبح للجسد ميول معاكسة لميول الروح، فالجسد يشتهي ما هو ضد الروح والروح يشتهي ما هو ضد الجسد(غل5/17).



يقول المعلم ترتليانوس "حيث لا إصلاح فلا توبة صادقة". كل إنسان، يستثقل من أعمال التوبة، إلا أن المعلم الإلهي قد قال لكل البشر: "إن لم تتوبوا تهلكوا بأجمعكم" (لو 5:13). فلنجدد روح التوبة الحقيقية، ليبقى روحاً حياً قوياً بممارسة أفعال التوبة ممارسة قلبية صادقة
رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
الصوم هو ممارسة من أجل التوبة
إلى الاعتراف بالخطيئة والعودة إلى التوبة (متى 11: 21)
التواضع وعدم الاستحقاق، وبالتالي التوبة الحقيقية
انتقال الكنيسة من ممارسة التوبة العلنيّة الشاقّة إلى التوبة السّريّة الفرديّة
ممارسة التوبة


الساعة الآن 03:41 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024