29 - 12 - 2021, 01:40 PM
|
|
|
† Admin Woman †
|
|
|
|
|
|
أنا إله أبيك
«أَنَا إِلهُ أَبِيكَ، إِلهُ إِبْرَاهِيمَ وَإِلهُ إِسْحَاقَ وَإِلهُ يَعْقُوبَ»
( خروج 3: 6 )
وقف الله ظاهرًا أمام موسى باعتباره الله الحافظ العهد؛ إله كل نعمة. عندما اختار الله إبراهيم وإسحاق ويعقوب، وجعلهم آباءً لشعبه المختار، لم يكن ذلك بسبب أي مميزات رآها الله فيهم، أو سبق فعرفها عنهم؛ بل بالحري اختارهم من مطلق نعمته الخالصة السيادية. وهكذا الآن أيضًا، فقد كان الله ـــــ تبارك اسمه ـــــ على وشك فداء العبرانيين من أرض العبودية، ليس لسبب أي صلاح فيهم، أو منهم، ولكن لكونه إله إبراهيم، الذي له سلطان أن يختار. وباعتباره إله إسحاق؛ إله القيامة المُحيّي القدير. وباعتباره إله يعقوب؛ الرب طويل الروح وكثير الإحسان، المُستعد أن يُشمر عن ساعده، ويُظهر قوته ليُحرر شعبه. وهو يعمل اليوم بذات هذه الشخصية الثلاثية الأوجه. فإله إبراهيم هو إلهنا الذي ـــــ بمطلق سلطانه ـــــ اختارنا في المسيح، قبل تأسيس العالم. وإله إسحاق هو إلهنا الذي ــــ بقوته المُعجزية ــــ جعلنا خلائق جديدة في المسيح. وإله يعقوب هو إلهنا، الذي يتحملنا بصبر غير محدود، ولا يتركنا أبدًا، والذي وعد بأن يتمم كل ما يخصنا ( مز 138: 8 ).
لاحظ بتدقيق حالة هؤلاء العبرانيين ( خر 3: 7 )؛ مسحوقين بأوجاع عبودية المصريين القاسية لهم، يئنون تحت وطأة قضيب فرعون الحديدي. وكم يُصور لنا هذا حالة الإنسان الطبيعي تحت عبودية الخطية وقيود الشيطان. فالمذلة التي أتت بها الخطية تُرى في كل مكان، ليس فقط في المعاناة الجسدية، بل في الأرق الفكري والعقلي، وفي كآبة القلب وعدم اكتفائه. إن شهوات الجسد المتنوعة لهي قاسية لا ترحم، كالمسخرين المصريين في القديم. وأوجاع عبيد الخطية اليوم، حادة كتلك التي كانت للإسرائيليين وسط كور مصر الحديدي. كم هو مخيف البؤس الذي أتى على كل الجنس البشري من جراء الخطية! كم عظيم هو الاحتياج إلى مخلص! كم هو مريع ذنب رفض المُخلِّص واحتقاره الآن، بعد أن أتى وأكْمَلَ عمل الفداء!
|