رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
كرازة الموت أم بشارة الحياة سلام في الرب القيامة والحياة أتعجب كل العجب حينما أجد في بعض العظات وبخاصة العظات التي تختص بالجناز عن مستهل الكلام الذي يبدأ بكلمة [ الموت بيعملنا... ] ولا أدري كيف أن الموت يُعلمنا ونحن نتبع مسيح القيامة والحياة !!! أليست بشارة المسيح الرب بشارة الانتصار على الموت !!! وأصبحت الحياة في المسيح هي التي تشع علينا وتُعلمنا !!! فيا إخوتي (كما سبقت وكتبت قبلاً) حينما يفتقر الإنسان إلى رؤية القيامة يخاف الموت وتجزع نفسه ويسأل ألف سؤال وسؤال وينحصر في الدينونة وينظر للموت بالفشل واليأس [ وضع للناس أن يموتوا مرة ثم بعد ذلك الدينونة ] (عبرانيين 9: 27)، ويتسائل كيف أواجه الدينونة، وحينما يتذر خطاياه ويمر من أمام عينه شريط حياته ويتذكر كل احباؤه الذين انتقلوا، ويعتليه اليأس والحزن ويبغض ذكر الموت الذي يحزن قلبه ولا يريد ان يتوقعه فيحاول أن يسبق الأمور ويريد أن يموت وهذا كله لأنه لم يتذوق بعد قوة قيامة يسوع الغالبة الموت، لأن القيامة خبرة غلبة الموت [ أين شوكتك يا موت أين غلبتك يا هاوية ] (1كورنثوس 15: 55)... فيا إخوتي الكنيسة لا تكرز بالموت ولا تنظر لفوائد الموت أو تُعلِّم به، بل تنظر للقيامة لأنها حياتها الجديدة في المسيح، لأنها تكرز بموت يسوع لأجل خلاصنا الظاهر في قيامته، لأن الرب لم يمت فقط لأنه لم يأتي لكي يموت وتنتهي القصة، بل مات ليُميت الموت لذلك مات لأجل أن يقوم، لذلك تُسمى الكنيسة آلامه بالآلام المُحيية أو الشافية، وموته الموت المُحيي الذي هو لنا [ الموت عن الخطية والحياة بالبرّ بروح قيامته من الأموات ] فالموت أصبح لمن يؤمن بالمسيح الرب هو لحياة أبديه في المسيح، فينبغي أن يكون لنا إيمان حي بالوعد الإلهي أولاً الذي تحقق في المسيح لنا: [ من يد الهاوية أفديهم من الموت أُخلصهم، أين أوباؤك يا موت أين شوكتك يا هاوية تختفي الندامة عن عيني ] (هوشع 13: 14)... فأن لم نؤمن بقيامة المسيح الرب ونؤمن أنه هو القيامة والحياة فقد أصبح إيماننا باطل وفارغ من معناه، ولا يستقيم شرح للموت إلا من خلال رؤية وخبرة القيامة التي نتذوقها أولاً في المعمودية وفي حياتنا اليومية بالشركة مع الله في الصلاة في المخدع والإفخارستيا، طالبين دائماً أن يُرينا قيامته في واقع حياتنا المُعاش... ولننظر إلى ما كتبه القديس بولس الرسول في رسالة رومية ونُصحح إيماننا لنعرف بمن آمنا لأن لنا حياة فيه وليست خارج عنه، فكل هذه المخاوف الصادرة عن ذكر الموت أو الجزع منه تأتي بسبب انطفاء روح القيامة في القلب، وكل ما يقوله الناس عن الموت درس وتعليم وكل من هذا اللغو الباطل، لا ينضبط إلا في روح القيامة التي نسيناها وجردنا إيماننا منها، وجعلنا شركتنا مع الله تنحصر في كل ما يخص الجسد فقط وما يخص المعجزات التي تشفيه أو تريحه (ما من مانع طبعاً لكنها ليست أساس حياة المسيحي) وبالتالي انحصرنا في الموت، لذلك نحتاج لوقفة وتصحيح إيمان بالمسيح الرب الذي قال [ أنا هو القيامة والحياة من آمن بي ولو مات فسيحيا وكل من كان حياً لن يموت إلى الأبد ] (يوحنا 11: 15و 26)، أليس هذا هو المفروض أن يكون إيماننا فنرى مجد الله الحي !!! +++ فأين إيمانكم بالمسيح الحياة !!! وأين اشتياقككم للانطلاق لتكونوا مع المسيح !!! أين انتظار وعد مجيئة بالفرح والمسرة أو الذهاب إليه !!!
[ إذاً لا شيء من الدينونة الآن على الذين هم في المسيح يسوع السالكين ليس حسب الجسد بل حسب الروح. لأن ناموس روح الحياة في المسيح يسوع قد أعتقني من ناموس الخطية والموت. لأنه ما كان الناموس عاجزاً عنه في ما كان ضعيفا بالجسد فالله إذ ارسل ابنه في شبه جسد الخطية ولأجل الخطية دان الخطية في الجسد. لكي يتم حكم الناموس (بالموت) فينا نحن السالكين ليس حسب الجسد بل حسب الروح. فأن الذين هم حسب الجسد فبما للجسد يهتمون ولكن الذين حسب الروح فبما للروح. لأن اهتمام الجسد هو موت ولكن اهتمام الروح هو حياة وسلام. لأن اهتمام الجسد (الشهوات وغيرها) هو عداوة لله إذ ليس هو خاضعاً لناموس الله لأنه أيضاً لا يستطيع. فالذين هم في الجسد (عائشين حسب الإنسان العتيق إنسان الخطية والموت) لا يستطيعون أن يرضوا الله. وأما أنتم فلستم في الجسد بل في الروح أن كان روح الله ساكناً فيكم، ولكن أن كان أحد ليس له روح المسيح فذلك ليس له. وأن كان المسيح فيكم فالجسد (الإنسان العتيق وكل أعماله في الجسد) ميت بسبب الخطية (إذ سرى فيه قوة موت المسيح) وأما الروح فحياة بسبب البرّ (الموهوب لنا في المسيح). وأن كان روح الذي أقام يسوع من الأموات ساكنا فيكم فالذي أقام المسيح من الأموات سيُحيي أجسادكم المائتة أيضاً بروحه الساكن فيكم. فإذاً أيها الإخوة نحن مديونون ليس للجسد لنعيش حسب الجسد. لأنه أن عشتم حسب الجسد فستموتون ولكن أن كنتم بالروح تميتون أعمال الجسد فستحيون. لأن كل الذين ينقادون بروح الله فأولئك هم أبناء الله. إذ لم تأخذوا روح العبودية أيضاً للخوف بل أخذتم روح التبني الذي به نصرخ يا أبا الآب. الروح نفسه أيضاً يشهد لأرواحنا أننا اولاد الله. فإن كنا أولاداً فأننا ورثة أيضاً، ورثة الله ووارثون مع المسيح أن كنا نتألم معه لكي نتمجد أيضاً معه. ] فانتبهوا يا إخوتي وآمنوا بالمسيح الرب القايمة والحياة الذي قال من يأكلني يحيا بي وانا أقيمه في اليوم الأخير، وأن ناموس روح الحياة الذي فيه اعتقنا من ناموس الخطية والموت، وأن لي حياة هي المسيح والموت ربح، لأن الحياة في المسيح تبتلع الموت لحياة، وهو الذي قال بفمه: [ أنا حي فأنتم ستحيون ] (يوحنا 14: 19)، أفلا نؤمن أنه حي وحياته فينا فعلاً !!! فأن لم نؤمن لن نرى مجد الله وبالتالي ستظل الشكوك تحاوطنا ونضعف إلى أن نذبل ونموت بالروح قبل الجسد، فآمنوا وصدقوا الحياة في المسيح يسوع طالبين أن يرينا مجد قيامته لتكون ثوبنا الجديد الذي نرتديه فنعبر فوق الموت وندوسه بقوة عزتنا بروح قيامة يسوع الذي يسكن فينا، كونوا معافين في روح قيامة يسوع آمين |
|