|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
القرن الصغير: "كُنت مُتأملًا بالقرون، وإذا بقرنٍ آخر صغير طلع بينها، وقُلعت ثلاثة من القرون الأولى من قدامه، وإذا بعيون كعيون الإنسان في هذا القرن، وفم مُتكلِّم بعظائم" [8]. في رأي بورفيري أن القرن الصغير الذي ظهر بعد العشرة قرون هو أنطيوخوس أبيفانيس، وأن الثلاثة قرون التي اقتلعت من العشرة هو بطليموس السادس (فيلومايتر Philometer) وبطليموس السابع (أورجيتيس Euergetes) وArtaraxias ملك أرمينيا. رفض القديس جيرومهذا التفسير قائلًا: [إن بعض المفسرين المسيحيِّين قالوا بأنه إبليس أو شيطان ما، أو ربما إنسان قد ملك عليه الشيطان تمامًا، ابن الخطية، ابن الهلاك الذي يتجاسر ويجلس في هيكل الله جاعلًا نفسه مثل الله (2 تس 2). يقول أيضًا أنه لو كان القرن الصغير هو أنطيوخس الذي هزمه يهوذا المكابي، فهل يمكن القول عن يهوذا أنه يأتي على السحاب كابن إنسان [13]، وأنه يُقدم أمام "القديم الأيام" [13]، وكيف يُقال عنه أنه يُمنح سلطانًا وقوة ملوكية وأن تتعبد له كل الشعوب والقبائل والألسنة وأن سلطانه أبدي لا ينتهي [14]؟. [لو أنه يُشير إلى المكابيِّين، فليشرح المدافعون عن هذا الوضع كيف تكون مملكة المكابيِّين لها سمة الديمومة [14]. يذكر جون كالفن في تفسيره سفر دانيال أن في أيامه ظن البعض أن القرن الصغير هو بابا روما أو ظهور الأتراك، وقد رفض هذا الرأي. لقد نادى بأن يوليوس قيصر وما خلفه من قياصرة أي أوغسطس وتيباريوس وكاليجيولا وكلوديوس ونيرون وغيرهم هم القرن الصغير، مدللًا على ذلك بأن هؤلاء القياصرة مع ما لهم من سلطان لكن يشاركهم في السلطة مجلس الأشراف senate الذي يحد من سلطانهم، لذا دُعوا بالقرن الصغير . إن كانت الرؤى والنبوات قد هدفت نحو الكشف عن مجيء السيِّد المسيح ليُقيم ملكوته الروحي في القلوب، مُحطمًا العُنف من القلب، فإن عدو الخير لا يقف مكتوف اليدين بل يُقاوم السيِّد. تتجلى هذه المقاومة في أبشع صورها في آخر الأيام حين يأتي ضد المسيح، أو إنسان الخطية أو النبي الكذاب. هذا ما سبق أن تنبأ عنه دانيال النبي هنا تحت رمز "القرن الصغير"، كما حدثنا عنه السيِّد المسيح بوضوح وصراحة في حديثه عن نهاية الأزمنة (مت 24)، وأيضًا القديس بولس (2 تس 3: 8)، والقديس يوحنا الرائي (رؤ 13). يُشير القرن الصغير هنا إلى ضد المسيح. وقد تحدث عنه العهد القديم كما العهد الجديد (مت 24؛ 2 تس 2: 2-8؛ رؤ 13؛ دا 7)، ليؤكد أنه وإن كانت تعيش الكنيسة في ضيقٍ شديدٍ خاصة في الأيام الأخيرة، لكن هناك خطة إلهية تنتهي بنصرة ملكوت الله. مهما قاوم إبليس وكل جنوده، حتمًا سيملك القديسون مع الله، لا على أرض زائلة بل في السماويات. وقد جاء وصف ضد المسيح هنا مطابقًا لما ورد في العهد الجديد. أما سمات هذا القرن الصغير فهي: أ. صغير وغامض وعنيف [8]، يظهر فجأة، ويُحطم ممالك، ويُقيم لنفسه مملكة تقاوم كنيسة الله [25]، بسببه يحدث فزع شديد [28]. ب. يقوم كملك آخر [8] قابل للموت (رؤ 13: 2؛ 2 تس 2: 9)، يحمل قوة شيطانية، يجعل نفسه إلهًا. ج. تبدأ قوته بالغلبة على ثلاثة ملوك [8، 24]. د. ذكي ومخادع يعرف كيف يخطط... له عيون كثيرة. ه. مُجدف، يقاوم الله، له قدرة على الكلام [8]. و. منظره مُثير [20]. ز. مملكته زائلة، تدوم فقط زمانًا وزمانين ونصف زمان. يظن أنه يُحطم مملكة الله ويُغيِّر الأزمنة والأوقات [25]، كأنه لا يعلم عن وجود خطة إلهية خفية تُحطم كل شرُّه. ح. سرّ الغلبة عليه هو مجيء السيِّد المسيح: 1. المجيء الأول: حيث حطم عمل إبليس بصليبه. 2. المجيء الثاني: ليملك قديسوه معه في السماء بعد تحطيم ضد المسيح. 3. مجيء الرب في القلب ليُحطم مملكة الشرّ في الداخل. |
|