|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
"ملعون اليوم الذي وُلِدتُ فيه. اليوم الذي ولدتني فيه أمي لا يكون مباركًا. ملعون الإنسان الذي بشّر أبي، قائلًا: قد وُلد لك ابن، مُفَرحًا إيّاه فرحًا. وليكن ذلك الإنسان كالمدن التي قلبها الرب ولم يندم، فَيَسْمع صياحًا في الصباح، وجلبة في وقت الظهيرة. لأنه لم يقتلني من الرحم، فكانت لي أمي قبري ورحمها حُبلي إلى الأبد. لماذا خرجت من الرحم لأرى تعبًا وحزنًا فتفنى بالخزي أيامي؟! [14-18]. كان يشتهي لو لم يولد، وكان يود لو أن أحشاء أمه صارت مقبرة له. صورة للضعف البشري الذي يسقط فيه حتى الأنبياء والرسل... كبشر يحتاجون إلى سندٍ إلهي وسط آلامهم حتى لا ينهاروا. منذ لحظات كان يسبح الله وسط آلامه، إذ كان متأكدًا أنه يُخلص نفس المسكين من يد الأشرار... لكن سرعان ما ضعف وشعر بالفشل مشتهيًا لو أن الموت قد حلّ به في لحظات ولادته. وقد سمح الله بتسجيل هذه المشاعر لكي لا نيأس حين نضعف وسط آلامنا، متطلعين إلى أن الأنبياء أنفسهم كانوا أحيانًا يضعفون. هذا ويليق بنا أن نسجل لحظات ضعفنا لكي متى تمتعنا بعمل نعمة الله نخجل من أنفسنا، ونعترف بضعفنا وغباوتنا أمامه. ونقدم له الشكر لأنه في صلاحه لم يأخذنا في لحظات ضعفنا، بل أعطانا فرصة التمتع بعمل نعمته، والدخول في خبرة جديدة معه. مع ما حملته هذه العبارات من روح اليأس، لا ننكر أنها تكشف عن رقة نفس إرميا... لم يكن قادرًا أن يرى الناس يهلكون. يشتهي الموت عن أن يسمع ما سيحل بشعبه. |
|