رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
كيفية التعامل مع الصعوبات التي قد تواجهنا في الكتاب المقدس س 19: كيف نتعامل مع الصعوبات التي تواجهنا في الكتاب المقدَّس؟ وما هو موقفنا تجاه الذين يهاجمون الكتاب؟ ج: 1 - عندما نواجه معضلة في الكتاب المقدَّس لا نحتد ولا نشك في وحي الكتاب وعصمته، بل نعطي أنفسنا فرصة للدراسة والتأمل والصلاة، لكيما يفك لنا الروح القدس الختوم، وما أجمل طلبة معلمنا بولس الرسول من اجل تلميذه تيموثاوس " افهم ما أقول فليعطك الرب فهمًا في كل شئ" (2 تي 2: 7) وما أجمل قول "الشهيد يوستين": "إذا بدا أن هناك نصوصًا تتعارض مع أخري في الكتاب المقدَّس، فالأفضل أن أعترف أنني لم أفهم جيدًا ما هو مكتوب" (51). وقال " القديس أغسطينوس": "إن مؤلفات الكتب المقدَّسة هذه التي تُعرف بالقانونية هي فقط التي تعلمتُ أن أعطيها انتباهًا واحتراما كاعتقادي الجازم بأنه ليس هناك أحد من كتابها قد أخطأ. فعندما ألتقي في هذه الكتب بدعوة تبدو مناقضة للحقيقة، فإنني عندئذ لا أشك في أن.. المُترجم لم يُترجم النص الأصلي بشكل صحيح، أو أن مقدرتي علي الفهم تتسم بالضعف" (52). 2 - هناك أمور كانت تعتبر فيما مضي معضلات، وكانت محط نقد النُقَّاد لسنوات عديدة وأجيال طويلة، ولكن مع الوقت انكشفت الحقيقة وتأكد الجميع من صدقها، فمثلًا النبؤات التي وردت وتفوق الخيال من كان يصدقها؟! عذراء تحبل وتلد (اش 7: 14) والمولود هو إله قدير (اش 9: 6)..؟! وتخرب مدينة بابل سيدة مدن الأرض ولا تُبنىَ ثانية..؟! والعناصر تنحل (2 بط 3: 10، 11)؟!. ويقول اللاهوتي " و. أ. كريسويل " في عام 1861م " نشرت الأكاديمية الفرنسية للعلوم كتيبًا صغيرًا وضعوا فيه 51 حقيقة علمية تتعارض مع كلمة الله. واليوم لا يوجد عالِم واحد في العالم يعتقد بحقيقة واحدة من هذه الحقائق المزعومة التي ظهرت عام 1861م، ولا واحدة" (53). يقول "بول ليتل " أن " الدليل قد أثبت الدقة الإجمالية للنصوص الكتابية برغم النسخ من نُسخة لأخرى عبر مرور الزمن.. وذلك نتيجة للعناية الفائقة التي كان النُساخ يمنحونها لكل نسخة. بمقارنة هذه الآلاف من الوثائق الكتابية، هناك بعض المشكلات تبدو حتى الآن غير قابلة للتفسير. يمكننا أن نعترف بذلك بلا خوف، متذكرين أوقاتًا عديدة في الماضي عندما تم حل العديد من المتناقضات المحتملة في النص حينما توافرت المزيد من المعلومات. ولذلك فان الموقف المنطقي الذي علينا اتخاذه هو: أنه عندما تكون هناك مناطق تبدو متناقضة يجب إرجاء المشكلة قليلًا" (54). يقول "جوش مكدويل": "مثل هذه التناقضات المدُعاة ليست جديدة، لقد عُرفت بواسطة دارسي الكتب المقدَّسة خلال القرون الماضية.. فالكتاب يقف صامدًا، وهناك الكثير من المشاكل تنكشف أكثر مما كان حادث منذ قرون مضت، وهناك اكتشافات في البحر الميت، والسامرة، ونجع حمادي، ومؤخرًا في إبلا، تعطي أدلة قوية للمواقف التي يتمسك بها اللاهوتيون لزمن طويل" (55). 3 - عندما تواجهنا مشكلة من مشكلات الكتاب المقدس علينا مراعاة الأمور الآتية:
4 - ليس معني وجود خلافات بين الكتاب المقدَّس وآراء بعض النُقَّاد، أن هؤلاء النُقَّاد هم على حق والكتاب هو الخطأ، فطالما اختلف النُقَّاد فيما بينهم، ولذلك يجب الثقة الكاملة في عصمة الكتاب المقدَّس. 5 - بالنسبة لموقفنا من النُقَّاد الذين يهاجمون الكتاب المقدَّس فإنهم يناطحون الصخر، ونحن نصلي لكيما يفتح الله أذهان عقولهم، وينير بصيرتهم، فيعرفون الحق والحق يحررهم،لا نعطي أذانًا صاغية لافتراءاتهم واستهزاءاتهم. إنما نلتفت إلى انتقاداتهم الموضوعية، ونضعها محل الدراسة، واثقين بنعمة المسيح أن لكل سؤال في الكتاب إجابة، شاكرين هؤلاء النُقَّاد بلسان القديس أغسطينوس الذي شكر الهراطقة الذين أعطونا فرصة الدراسة والبحث. وتعدَّ سلسلة " ملف مفتوح " التي تبحث في أفكار وتساؤلات مدارس النقد والتشكيك والرد عليها محاولة متواضعة لسد العجز في الرد علي النقد الكتابي في كنيستنا القبطية، فأرجوك يا صديقي أن توآزرني بصلواتك ومشاركتك العمل معنا من أجل استكمال هذه السلسلة. ولإلهنا المجد الدائم إلي الأبد آمين الإسكندرية في 30 أغسطس سنة 2009 م. |
|