أواه أيتها الأم المحزونة. أنكِ لو تكونين وجدت أقل حباً لأبنكِ، أو لو كان هذا الأبن وجد مستحقاً أقل حباً. أم لو أنه كان أحبكِ أقل حباً. فلكان توجعكِ وآلامكِ وجدا أقل مرارةً وعذاباً، بتقدمتكِ حيوة هذا الأبن ضحيةً للموت على الصليب. ولكن لا وجدتِ ولا هو ممكنٌ أن توجد أمٌّ أحبت أبنها بمقدار حبكِ يسوع أبنكِ. لأنه لا وجد قط ولا هو ممكنٌ أن يوجد أبنٌ محبوبٌ ومستحق أن يحب نظير أبنكِ. ولا نظير حبه إياكِ الشديد. أترى لو أمكننا أن نشاهد جمال وجه هذا الطفل الإلهي، وجلالة هيبته ألقد كنا أرتضينا بأن نقدمه ضحيةً من أجل خلاصنا. أما أنتِ يا مريم التي هي أمه المتعلقة بحبه بهذا المقدار كما يستحق. فكيف أستطعتِ أن تقدمي ذبيحةً من أجل خلاص البشر هذا الأبن البار، ضحيةً للموت فيما بين أوجاعٍ فائقة الأدراك، وبميتةٍ لم يحدث مثلها قد لأحدٍ من المجرمين.*