رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
العصار.. صاحب مفاتيح المعونة العسكرية العصار طبيعة شخصيته الهادئة وذكاؤه الحاد وقدرته على امتصاص غضب مَن أمامه، أيا كانت حدته، أهم مميزاته الشخصية، التى جعلته أقرب إلى «واجهة ملائكية» تخفى خلفها الكثير، والتى تحتار معها فى تحليل شبكة علاقاته، أو مع من وضد من. إنه اللواء محمد العصار الرجل الغامض الذى نجا من مقصلة قرارات رئيس الجمهورية بالإطاحة برموز المجلس العسكرى ليستمر فى منصبه مساعدا لوزير الدفاع الجديد. وشغل اللواء محمد العصار منصب مساعد وزير الدفاع لشئون التسليح، وأوكله المجلس العسكرى كثيراً فى الظهور إعلامياً للرد على الانتقادات التى كانت توجه لـ« العسكرى» خلال فترة إدارته للبلاد، حدث هذا عقب أحداث ماسبيرو ومجلس الوزراء وعقب أى قرار حيوى يقوم به المجلس العسكرى يكون العصار ضيفا رئيسيا أمام وسائل الإعلام، سواء فى مؤتمرات صحفية أو لقاءات تليفزيونية، لتوضيح أو تبرير مواقف المجلس العسكرى. ويمتلك العصار شعبية كبيرة فى الولايات المتحدة تكاد تقارب شعبيته فى مصر، وهو من الشخصيات المفضلة لدى جنرالات أمريكا ويحترمون فيه طريقته فى التشاور خاصة إذا ما تعلق التشاور بالتسليح، وقد وصفته مجلة الـ«تايم» الأمريكية بأنه واحد من أكثر جنرالات المجلس العسكرى شعبية فى واشنطن، وذلك فى تقييمها للعلاقة بين القيادة العسكرية فى مصر والولايات المتحدة. والعصار أحد الأركان الرئيسية فى رحلات المشير طنطاوى والفريق عنان خلال لقاءاتهم بالمسئولين الأمريكيين، وهو يجيد الإنجليزية بطلاقة، ويعد أحد الوجوه المعروفة لدى القيادة فى واشنطن، فضلاً عن كونه ملما بكل تفاصيل صفقات التسليح التى جرت فى العهد السابق ومباحثات المعونة العسكرية الأمريكية، والتى قد تكون من بين أسباب اختياره للاستمرار فى المرحلة الجديدة، بعد الإطاحة بقيادات المجلس العسكرى، فالتسليح والمعونة العسكرية والعلاقات الجيدة مع الجنرالات فى أمريكا أمور لا يمكن الاستهانة بها. جزء آخر من الموضوع يرجع إلى رئاسته لإدارة مباحثات الوفد المصرى المعروف باسم «وفد الورقة البيضاء» خلال أحداث ما بعد الثورة وتحديداً فى أكتوبر من العام الماضى، والتى سعت بجدية لإصلاح الضرر الذى أصاب صورة المجلس العسكرى فى الولايات المتحدة نتيجة الإخفاقات المتتالية فى إدارة المرحلة الانتقالية، خاصة بعد حادث ماسبيرو، ولكنه تمكن من إقناع قيادات واشنطن بعدم الموافقة على مطالبة بعض أعضاء مجلس الشيوخ الأمريكى بوضع شروط قاسية للاستمرار فى تقديم المساعدات العسكرية لمصر والمقدرة بـ1.3 مليار دولار سنوياً. ورغم الردود الهادئة دوما للعصار فدائماً ما تثير لغطاً فى الأوساط السياسية، وتجذب إليها القاصى والدانى، خاصة تلك التى أطلقها عقب حلف الرئيس مرسى لليمين الدستورية، والتى أكد من خلالها أن المشير طنطاوى سيشغل منصب وزير الدفاع فى الحكومة القادمة، حيث اعتبرها البعض بوادر صفقة سياسية بين العسكرى والرئيس. لم يكتفِ العصار بذلك، بل عاد ليؤكد المعنى ذاته عندما أعلن أن إقالة المشير طنطاوى والفريق عنان جاءت بالتشاور مع قيادات المجلس العسكرى. الوطن |
|