رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
” اجعل سيفك فى الغمد ” (يو18: 11) ” اجعل سيفك فى الغمد ” (يو18: 11) أراد بطرس أن يدافع عن السيد المسيح بالسيف فى وقت القبض عليه فى البستان. وبالفعل “كان معه سيف، فاستله وضرب عبد رئيس الكهنة فقطع أذنه اليمنى. وكان اسم العبد ملخس. فقال يسوع لبطرس: اجعل سيفك فى الغمد. الكأس التى أعطانى الآب ألا أشربها” (يو18: 10، 11). لم يرغب السيد المسيح فى استخدام العنف فى الدفاع عن نفسه، أو فى مقابل الكراهية المصوبة نحوه. بل أراد أن يعالج الكراهية بالمحبة، وأن يعالج العنف بالوداعة. أليس هو الذى علّم قائلاً: “لا تقاوموا الشر، بل من لطمك على خدك الأيمن فحوّل له الآخر أيضاً” (مت5: 39). أعاد السيد المسيح لعبد رئيس الكهنة أذنه وأبرأها فعادت صحيحة. ولم يقبل أن يتم بسببه أذية إنسان.. وبالرغم من محبته الواضحة فقد قبضوا عليه وأوثقوه. لم يعتز السيد المسيح بسحق أعدائه بالقوة.. بل أظهر -فى آلامه- بالضعف ما هو أقوى من القوة. أظهر قوة الاحتمال النابع عن المحبة، إذ “ليس لأحد حب أعظم من هذا أن يضع أحد نفسه لأجل أحبائه” (يو15: 13). كان الآب قد أرسل السيد المسيح لخلاص العالم. وكان ينبغى أن يشرب من كأس الألم ليتم الفداء. وأراد بطرس أن يدافع عن السيد المسيح ولكنه بهذا كان يعطل عمل الفداء بالصليب. لهذا قال له السيد المسيح: “الكأس التى أعطانى الآب ألا أشربها” (يو18: 11). ما أجمل التسليم لإرادة الآب السماوى، حينما يقبل الإنسان كأس الآلام من يد الآب نفسه، واثقاً أن النصرة هى من عند الرب (انظر أم 21: 31). وأن الآب يعتنى به ويحميه.. وإن سمح له أن يشترك أو يتشبه “بالآلام التى للمسيح، والأمجاد التى بعدها” (1بط1: 11). والمقصود بالأمجاد هنا أمجاد القيامة والصعود.. فالقيامة هى سر رجاء المسيحى وفرحه فى وسط الآلام. لأنه كما يشترك فى آلام المسيح هكذا سيشترك فى قيامته. |
|