رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
انتقال الحرارة الروحية من خصائص النار أيضًا: إنها إذا سرت في شيء، تحوله إلى نار مثلها... إذا اشتعلت في خشب، يصير الخشب نارًا. إذا اشتعلت في قطن، يصير القطن نارًا . إذا اشتعلت في ورق، يصير الورق نارًا... هكذا الإنسان الروحي، الذي تسرى فيه نار يوم الخمسين. إذا اتصل بأحد يشعله أيضًا، ويجعله نارًا مثله. وكمثال لذلك إنسان روحي ملتهب في خدمته، يدخل إلى كنيسة ليخدم فيها ولو إلى حين، ترى حرارته قد انتقلت منه إلى سائر الخدام. واشتعلت الكنيسة كلها. هكذا كانت الكنيسة أيضًا في أيام آبائنا الرسل: كان الروح القدس يعمل بكل قوة ، فإذا بحرارة آبائنا الرسل تنتقل إلى تلاميذهم، وإلى باقي الخدام، وكل الشعب . والحرارة الروحية التي كانت في الرهبنة في القرن الرابع... انتقلت من مصر إلى سائر بلاد العالم، وأنشئت رهبانيات في تلك البلاد.... بل انتقلت الفضائل الرهبانية حتى إلى السائحين والزوار، فكتبوا عنها كتبًا، وكان لها تأثير واسع في كل مكان، وانتقلت الروحانية إلى العلمانيين أيضًا... وحرارة القديس أثناسيوس الإسكندري في الدفاع عن الإيمان... انتقلت أيضًا إلى كل أساقفة وكهنة وخدام الكنائس، بل انتقلت إلى كل الشعب أيضًا. وأصبح الحماس من أجل الإيمان يجرى في دماء الناس... وهكذا حرارة كاهن واحد في خدمته، يمكن أن تجعل شعبه كله في نشاط روحي. وحرارة خادم أو أمين خدمة، يمكن أن تسود كل خدام الفرع، وينتقل الروح من شخص إلى آخر.. إن كان لك الروح الناري، فكل إنسان يقابلك ستشعله، وكل مكان تحل فيه ستشعله. فهكذا طبع النار: لا تبقى حرارتها وحدها. إنما تشعل كل ما يلمسها. حتى الهواء المحيط بها يصير حارًا... ليس المهم إذن في عدد الخدام، إنما المهم هو ما يكسبه الروح القدس في قلوبهم من محبة لله وللناس، وحماس للخدمة، وغيرة على بناء ملكوت الله فالرسل كانوا اثني عشر فقط، ومع ذلك لامتلائهم بالروح أمكنهم أن يلهبوا العالم كله... والقديس بولس الرسول كان فردًا واحدًا. ولكنه من أجل عمل الروح فيه بكل حرارة كان التهابه بالغيرة المقدسة سبب بركة للعالم كله... |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
“أقتنى الحرارة الروحية” |
استعادة الحرارة الروحية |
الحرارة الروحية |
الحرارة الروحية |
الحرارة الروحية في الإنسان |