يا إخوتي أن الحية القديمة التي خدعت حواء وسببت في سقوط جنسنا كله، وأن كنا لم نُخطأ على شبه تعدي آدم، ولكننا كلنا أخطأنا بإرادتنا وحريتنا الكاملة، ولا يوجد من يستطيع أن يُبرر نفسه أمام ضميره – أن كان حياً – وأمام الله، فكلنا مُدانين، أنها هي التي تبث سُم الكبرياء فينا لتُهلكنا، فهي التي رأت يوسف في عفه، فأرادت أن تُعرقل تقواه بإغواء المرأة الشريرة بأقوال التملقات والوعود بالعظائم وكراسي السيادة المثيرة للكبرياء، إلا أنه غادر الثوب وتركه بين يديها وفرَّ من الخطية، ولم يخجل من العُري مثلما خجل آدم في المعصية الأولى، لذلك لنطرح عنا الثوب المدنس من الجسد، ولا نخجل من أن نتعرى من أي مجد زائل وعظمة كرامة مراكز الكراسي حتى لو كانت الخدمة نفسها، لأن الخدمة لا تُثمر إلا بالصليب وحده فقط…
ولننظر للتينة اليابسة ولتكن أمامنا مثالاً حياً دائماً، ولنُقرِّب ثماراً أهلاً للتوبة للمسيح الرب المانح إيانا الرحمة العُظمى، هذا الذي يُأدبنا بقضيب الاستقامة والحق، ولنصرخ كلنا قائلين بتواضع وطرح نفوسنا أمام المصلوب الحي : أيها المسيح الرب أرحمنا …