ثمن هذا السلام فهو دمه الثمين المبذول على الصليب. وصُنع السلام ليس عملًا خارجًا يمارسه الإنسان، وإنما هو سلام داخلي يحلّ بين الروح والجسد بالروح القدس في المسيح يسوع. وفي هذا الصدد يقول القديس أوغسطينوس "يكون كمال السلام حيث لا توجد مقاومة. فأبناء الله صانعوا سلام في داخلهم يسيطرون على حركات أرواحهم ويخضعونها للعقل والروح، ويُقمعون شهواتهم الجسديّة تمامًا، إذ لا يستطيع الإنسان السيطرة على الأمور الدنيوية ما لم يُخضع ذاته لمن هو أعظم منها، هذا هو السلام الذي يعطي الإرادة الصالحة، هذه هي حياة الإنسان الحكيم صانع السلام!".
في الواقع، يستحيل على الانسان أن يحكم من هم دونه إن لم يخضع لمن هو أعلى منه، وذاك هو السلام الذي يهبه الله في الأرض لذوي الإرادة الصالحة الذين يخضعون لله في فكرهم وروحهم