رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
يقول العلاّمة “كواستن-Quasten“: [لا يوجد أي عمل آخر يُعطي فكرًة أفضل عن روح الرهبنة المصرية مثل المجموعة المجهولة المؤلِّف (أو المصنف) للحِكم الروحانية المسماة: Apophthegmata Patrum = Les Apophthegmes des Peres du desert = The Sayings of the desert Fathers وقد جمِعت هذه المجموعة ربما في حوالي بداية القرن الخامس، وتحوي أقوالاً (Λογοι) لأكثر الآباء ومتوحدي براري مصر شهرًة، كما تحوي أخبار فضائلهم ومعجزاتهم. وقبل أن تكتب باليونانية كان يوجد غالباً تقليد شفاهي عنها باللغة القبطية. وقد نظِّمت هذه المقتطفات الأدبية المختارة ربما في القرن السادس بطريقة الأبجدية لأسماء الآباء ثم ترجِمت إلى لغاتٍ عديدة. وهي تعطي صورة حية للحياة الرهبانية في وادي النطرون بصفةٍ خاصة، فهي تمثل مصدرا ذا قيمة فائقة يصعب تقديرها لمعطيات التاريخ الديني والمدني]. وقد وجِدت أقوال الآباء التي يتكون منها فردوس الآباء (بستان الرهبان) أصلاً باللغات اللاتينية واليونانية والسريانية والقبطية. وتوجد ترجمتان مستقّلتان باللغة السريانية متساويتا القيمة الأثرية، فقد جمع أحد رهبان العراق Mesopotamia في القرن السابع المدعو “حنان عيشو” أو “حنا عيسى-Ânân –Îshô” ما وجد بالسريانية حتى ذلك الزمان من أقوال الآباء رواد الرهبنة المصريين، وقد صنفها في كتابٍ كبير سماه: “فردوس الآباء The Paradise of the Fathers” موضحا فيه “سير الآباء القديسين تأليف بالليديوس وجيروم“، وقد صنفت المجموعة اليونانية لأقوال الآباء بطريقتين: الأبجدية والموضوعية: ١ – المجموعة الأبجدية: وقد ُألحَِقت بها المجموعة الجهولة أسماء أصحابها les Anonymes هذه المجموعة الأبجدية تحتوي على أقوال كل أبٍ على حدة مرتبًة أبجديا حسب أسماء الآباء أصحاب هذه الأقوال، وقد تُرجِمت من اليونانية إلى اللاتينية ثم إلى اللغات الحديثة: الفرنسية والإنجليزية والألمانية والعربية وغيرها، وقد ُأخِذت الترجمة الفرنسية من الطبعة الأولى التي ّتمت على يد Cotelier .B .J باسم: Ecclesiae graecae monumenta, t – I, 1677, pp. 338 – 713, reprise dans Migne, P. G., LXV, 71 – 440. أما المجموعة المجهولة الأسماء فهي تضم الأقوال غير المعروف أسماء أصحابها، وهي التي نجدها في البستان العربي مبتدئًة هكذا: “قال شيخ” أو “قيل ان” … إلخ. وقد طبِع F. Nau الأربعمائة قول الأولى منها في عدة ملازم عن “استعراض للمسيحية الشرقية-l’orient Chrétien” (١٩٠٧- ١٩١٣) حسب مخطوطة “Coislin 126” ثم نشر J. C. Guy جميع هذه الأقوال (الأبجدية والمجهولة الأسماء) عام ١٩٦٦ م تحت عنوان: Les Apophthegmes des Pères du Desert, Bellefontaine . ٢ – المجموعة الموضوعية: حيث صنفت أقوال الآباء بطريقةٍ منهجيةٍ موضوعية systematic في حوالي عشرين فصلا، وقد نشرها أصلا باللغة اللاتينية “بيلاجيوس ويوحنا” وطبِعها H. Rosweyde في الجزأين ٥ و ٦ من Vitae Patrum أو Verba Seniorum – وُأعيد نشرها في مجموعة: Migne, P. L., LXXIII, 851, 1022 نُشِرت باللغة الفرنسية عام ١٩٦٦ بواسطة Dion في ثلاثة أجزاء بعنوان: Les Sentences des Pères du Desert, Solesmes، هذه الطبعة التي ضمت أيضا الإضافات التي نشرها Wilmart إلى الأقوال اللاتينية في: Revue Benedictine 34 (1922) 85 – 198 . ويقول مؤلِّف كتاب “The Desert Fathes” [إن المؤلِّف لأقوال الآباء الأصلية باللغة اليونانية، والتي ترجمها بيلاجيوس في القرن السادس إلى اللاتينية، لم يكن يحتمل ولا حتى ظّله أن يقع على إحدى صفحاتها! بل ولا حتى في عناوين الفصول ... إن طريقة كتابة الأقوال تعتبر قريبة جدا من الطريقة الحية التي خرجت بها من أفواه الآباء كما هي! لقد جلس هؤلاء المباركون تحت قدمي كل أبٍ في قلايته على الحصير بكل غيرةٍ وشغفٍ وقابليةٍ للتعلُّم، ورغم تعدد الترجمات فالمصدر واحد وهو برية الأسقيط التي كان لا يصل إليها الإنسان إلا بمعرفته لنظام النجوم في السماء]! ويقول “ليبريتون-Père Lebreton“: [إن كلمات الآباء في الأسقيط كانت تندفع بقوةٍ وحرارةٍ لدرجة أنها كان يسهل أن تستقر في القلب، كما أن تقليدها الشفاهي أخذ وضعه تدريجيا في مجموعاتٍ مكتوبة، وبعضها جمِع قبل عام ٤00م، أما ما جمعه حنان عيشو (حنا عيسى) من اللغة السريانية في كتاب "فردوس الآباء"، فيسترعي انتباهنا في كتابه هذا أنه يعتبر مكتبة للكتابات النسكية أكثر من كونه عملا فرديا باعتباره يحتوي أيضا على ترجمةٍ سريانية لـ حياة القديس أنطونيوس بقلم القديس أثناسيوس. كما توجد ترجمة سريانية أخرى في مخطوطات مختلفة في مكتبتي الفاتيكان والمتحف البريطاني قد تكون في درجة القيمة الأثرية لترجمة حنان عيشو التي جمعها في القرن السابع، وقد نشر هذه الأقوال "والليس بدج-Wallis Budge" عام ١٩٠٤ م باللغتين السريانية والإنجليزية معا، ثم أعاد طبع الترجمة الإنجليزية وحدها عام ١٩٠٧ م، ثم نشر الجزء الخاص بأقوال الآباء فقط عام ١٩٣٤ م تحت اسم: The Wit and Wisdom of the Christian Fathers of Egypt, the Syrian Version of the Apophthegmata Patrum, by “ANAN ISHO” of BETH ABHE. وقد قيل إن حنا عيسى هذا جاء إلى برية شيهيت حوالي عام ٦٦٠ م بعد الفتح العربي مباشرًة كما يخبرنا "توما المرجاوي" في "كتاب الحكام"، وزار الأديرة ونقل أقوال الآباء من المخطوطات السريانية والقبطية، كما يقول حنا عيسى نفسه إنه نقلها من كتابات المغبوط بالليديوس ، أي أن بالليديوس جمع أقوالاً كثيرة بالإضافة إلى تاريخه اللوزياكي. وفي مقدمة هذه الطبعة الإنجليزية عام ١٩٣٤ م يقول Budge : [أثناء السنوات التي انقضت منذ طبعة عام ١٩٠٧ م للترجمة من الأصل السرياني لـ "فردوس بالليديوس" والمجموعة الكاملة الكبيرة لـ The Apophthegmata Patrum التي صنفها حنا عيسى، تلقيت عدة رسائل من مؤلِّفي الكتب الأدبية والتقوية طالبين الإذن بإعادة الطبع ليقتبسوا في كتبهم من الأقوال والقصص التي جمعها حنا عيسى. وقد أقنعتني هذه الطلبات الكثيرة أن أقوال الآباء المصريين والأقطار المجاورة، لها تقدير سامٍ عند المسيحيين من جميع الطوائف، وقررت إذ ذاك إعادة الطبع ... ] [وهذه الطبعة مأخوذة من القسمين الكبيرين اللذين أّلفهما حنا عيسى: المجموعة الأولى، وتحتوي على ٦٣٥ قو ً لا قيل إنها من تأليف بالليديوس نفسه. والثانية، وتحتوي على ٧٠٦ قولاً منها عدد كبير بطريقة السؤال والجواب. والأقوال منظمة في الأصل بالطريقة الأبجدية أو طبًقا لمحتوياتها الموضوعية، وكانت توجد منها ترجمات باليونانية واللاتينية والقبطية والسريانية والأرمنية ... كما كانت في مجموعات صغيرة محفوظة في الأديرة المختلفة التي زارها، أو نسخ استمدها من أصدقائه الروحيين. وأقدم الأقوال كان منبعها بدون شك في مصر مهد الرهبنة المسيحية، وكثير منها له صيغة النصائح التي اتصف بها معظم كتاب قدماء المصريين!] [أما عن الانتقادات التي وجهت إلى هذه الأقوال مثل كونها ليست حقيقية وأنها تأّلفت في القرن السادس أو ما بعده، فيكشف عدم صحتها ما قام به "بتلر" و "روبنسون" من عملية تحقيق صحة الأقوال. وأنا أعتقد (أي Budge) أنها تسجيل حقيقي للرهبنة المصرية وأنها أصيلة في مادتها وتمثل بالحق تعاليم من نسِبت إليهم، وهي تكشف بالضبط أفكار نساك مصر من برية الأسقيط حتى أسوان. إنها تصور آراء الرهبان في كل نقطةٍ يمكن تصورها تقريباً فيما يتعّلق بالحياة المسيحية الإيمانية والعملية كما فهموها. في هذه القوال اتضحت أمامنا قوة وضعف القديسين، فنقرأ عن معيشتهم الشاقة وإقماعهم لذواتهم بمعاناتهم للآلام التي تبدو غير ضرورية وبلا جدوى، إلا أن ثبات وقوة إيمانهم واشتياقهم الحار لامتلاك أذهانٍٍ نقية في أجسادٍ نقية جعلتهم أنوارا مضيئًة لامعًة ومرشدين إلى السمو الروحي، وبرهنت على أنهم طالبون شغوفون لله]. النسخة القبطية: لم يصل إلى أيدي العلماء سوى مخطوطة واحدة باللغة القبطية باللهجة الصعيدية أجزاؤها مبعثرة في كثير من المكتبات الأوروبية. والجزء الأكثر أهمية من هذه المخطوطة هو التابع لمجموعة Borgia القديمة المحفوظة في المكتبة الأهلية في نابولي بإيطاليا تحت رقمI. B. 17/484، وهي تشتمل على مجموعةٍ من ٤٤ ورقة تمثل أجزاء مختلفة من مجموعة Zoega التي نشِرت عام ١٩١٠ م. وقد قام العلامة M. Chaine بتجميع كل ما تبقى من مكتبات العالم من ورقات هذه المخطوطة ونشره مع ترجمته الفرنسية في كتابه: Le Manuscrit de la version copte en dialecte Sahidique des Apophthegmata Patrum, 1960 وقد حّققها على المجموعات المعروفة الأخرى فوجدها مطابقًة للمجموعة اليونانية المنهجية التي نقلها إلى اللاتينية Pelage & Jean. النسخة الأرمنية: توجد نسختان باللغة الأرمنية إحداهما من القرن الثاني عشر، ونشِرت في فينيسيا بإيطاليا عام ١٨٥٥ م باسم “كتاب الآباء القديسين وسيرهم“، والثانية من القرن الخامس عشر، ونشِرت أولاً في القسطنطينية عام ١٧٢١ م، ثم ضمنت في نشرة فينيسيا عام ١٨٥٥م. النسخة الإثيوبية: نشِرت الأقوال الموجودة في المخطوطات الإثيوبية مع ترجمةٍ لاتينية بواسطة V. Arras تحت اسم Collectio Monastica عام ١٩٦٣ م، وتحت اسم Patericon عام ١٩٦٧ م في مجموعة CSCO بمدينة “لوفان” ببلجيكا. وهي تتضمن 200 قول جديد لم ترد في المجموعات اليونانية التي نشِرت قبلها، ويقرر العلماء أن معظمها أصيل، وقد تضمنتها المجموعة الفرنسية التي نشِرت أخيراً والتي ذكرناها سابقاً. النسخة العربية: توجد بالأديرة والمكتبات القبطية مخطوطات باللغة العربية لكتاب بستان لرهبان تتضمن الكثير من الأقوال الموجودة في الترجمات السابقة الإضافة إلى أقوالٍ أخرى لم نشر بعد باللغات الأجنبية. ما توجد مخطوطات أخرى باللغة العربية، مثل مخطوطة “تعاليم لأنطونيوس وآخرين“ (م 23 مكتبة دير أنبا مقار)، و”تعاليم لكثيرين” (م ٤١ بنفس المكتبة)، تشمل أقوالاً للآباء الأوائل لم تُذكر في بستان الرهبان في الطبعات العربية السابقة ولا في الترجمات الأجنبية المعروفة، غير أنه يرجح أن لها أصولاً قبطية إذ قد وجدنا بعضها فيما نشره Amelineau في كتابه: Histoire de Monastères de la Basse – Egypte, ADMG, Paris, 1894 . الفيلوكاليا Philokalia: كلمة يونانية من مقطعين معناهما “محبة الصلاح“. وهي، كما جاء في مقدمتها، مجموعة من كتابات الآباء من العصور المبكرة بعد إعلان الملك قسطنطين اعترافه بالمسيحية ديناً رسمياً للإمبراطورية. وهي تنير الطريق لإيقاظ الانتباه والوعي الروحيين وتعلُّم “فن الفنون” و “علم العلوم” – كما دعاه الآباء الذين وصلوا إلى أعلى المستويات – قائدًة الإنسان إلى أعلى درجات الكمال المفتوحة أمامه. إنها الخيط الذي يوصل إلى الطريق خلال الضيقات والصعوبات والتقلُّبات والفقر الروحي للحياة في العصر الحديث… ولقد جمِعت و صنفت الفيلوكاليا في القرن الثامن عشر بواسطة الأبوين مكاريوس الكورنثي ١٧٣١ – ١٨٠٥ م، ونيقوديموس الذي من جبل “أثوس” باليونان ١٧٤٨ – ١٨٠٩م، وهي عبارة عن منتخبات من كتابات القديسين الذين بلغوا إلى ذروة القمم الروحانية. وقد ُأخِذت ترجمتها الإنجليزية من الترجمة الروسية التي ّتمت عام ١٨٩٤م، ثم ترجِمت إلى العربية. المقدمات نقلاً عن / فردوس الآباء – بستان الرهبان الموسع |
14 - 05 - 2012, 02:11 AM | رقم المشاركة : ( 2 ) | ||||
| غالى على قلب الفرح المسيحى |
|
شكرا على الموضوع الرب يبارك تعب محبتكم
|
||||
14 - 05 - 2012, 12:31 PM | رقم المشاركة : ( 3 ) | ||||
..::| VIP |::..
|
ميرسى خالص على مرورك
|
||||
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
المصادر هي الشركة المسيحية |
ماهي القيم الروحية لأقوال الآباء ؟ |
المساير الحكماء |
المصادر الغذائيه لفيتامين( د ) |
المصادر الأولى (الأصلية) لأقوال الآباء |