رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
تفسير سفر المزامير - مزمور 19 الله يعلن عن ذاته مناسبة كتابية: ربما كان داود يتأمل جمال السموات وقت السحر حين أُلهم بكتابة هذا المزمور. يرى بعض الدارسين أن هذا المزمور يحوي تسبحتين منفصلتين[379] [1-6؛ 7-14]، بينما يؤكد آخرون وحدة المزمور. فهو يظهر أن الله يعلن عن نفسه بإصدار ثلاثة كتب لتثقيف ابن ائه، هي: الخليقة، والكتاب المقدس، والخبرة اليومية أو معاملات الله معنا كل يوم. تعلن الخليقة عن قدرة الله ومجده، أما كلمته فتعرفنا حب الله الخلاصي من أجل تقديسنا، أي تعلن عن قداسته. ومن خلال خبرتنا اليومية نكتشف العلاقة الشخصية بين الله وكل عضو من أعضاء الكنيسة، التي تتحقق خلال نعمته الإلهية. هذا المزمور هو تسبحة حمد لإله الكون "الوهيم" [1-6]، الذي يُظهر صدى كلمته السرية وبهاء لاهوته في السماء والأرض. يمجد المزمور الرب "يهوه" الذي له علاقة فريدة بشعبه تحيي كل جانب من جوانب وجودهم وتُضفي عليهم بالبهاء، بكونهم كنيسته الواحدة [7-11] وكأعضاء فيها [12-14]. |
15 - 09 - 2020, 05:45 PM | رقم المشاركة : ( 2 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: تفسير سفر المزامير - مزمور 19- لله يعلن عن ذاته
يقول Stuhlmueller:
[يحمل مزمور 19 تفاؤلاً روحيًا واتجاهًا مسكونيًا قويًا. 1. يتضمن تقديرًا خاصًا للكون في كليته؛ عالمنا يتخلله مجد الله! 2. يجب ألا يفسر سرّ الكون ولا يطبق فقط على حياتنا اليومية خلال القوانين الطبيعية، إذ يلزم ألا يضيع سرّه أو يتلاشى في موكب الحياة. فالمزمور يطلب منا أن نحفظ سرّ الإيمان في كل تعاليمنا وتفسيرنا للكون. 3. يجب أن يوجد صدى (أو تفاعل) بين ليتورجية الكون وليتورجية الهيكل (كأن الطبيعة في شهادتها لعمل الله لا تنفصل عن عبادتنا في الكنيسة). 4. الخطية ليست دائمًا هي ثمرة الإرادة الشريرة، لكنها قد تلقى بظلالها حتى على المثاليات والصلاح في ضمير الإنسان المرهف الحس[380]]. |
||||
15 - 09 - 2020, 05:45 PM | رقم المشاركة : ( 3 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: تفسير سفر المزامير - مزمور 19- لله يعلن عن ذاته
الإطار العام:
1. إعلان الخليقة [1-6]. 2. إعلان الكتاب المقدس [7-11]. 3. إعلان الحياة اليومية [12-14]. |
||||
15 - 09 - 2020, 05:46 PM | رقم المشاركة : ( 4 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: تفسير سفر المزامير - مزمور 19- لله يعلن عن ذاته
1. إعلان الله في الخليقة: تحمل خلقة الله العجيبة شهادة له كخالق. يقول القديس بولس: "لأن أموره غير المنظورة تُرى منذ خلق العالم مدركة بالمصنوعات قدرته السرمدية ولاهوته" (رو 1: 20). الخلقة هي الشاهد الأول لله عند البشر، خليقته، بكونها لغة يفهمها الطفل ويستمتع بها الفيلسوف والعالم. لا توجد قطعة شعرية تحمل دلائل ضد الإلحاد أروع وأفضل مما ورد في هذا المزمور. في عودة نابليون من مصر خلال البحر الأبيض المتوسط سمع أحد ضباطه يتفوه بصراحة بكلمات إلحادية، عندئذ أشار نابليون إلى النجوم، وقال: "من صنع هذه؟" ولم يكن للإلحاد إجابة[381]. أعمال الله في الخليقة تشهد لله ليس بكونه القدير وكلي الحكمة فحسب بل بكونه الآب الذي يهتم بالكبائر والصغائر. قيل إن إلهنا قد أصدر كتابين: كتاب الخليقة فيه نقرأ عن قدرة الخالق ولاهوته؛ والكتاب المقدس الذي يعرفنا إرادة الله[382]. |
||||
15 - 09 - 2020, 05:46 PM | رقم المشاركة : ( 5 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: تفسير سفر المزامير - مزمور 19- لله يعلن عن ذاته
كانت الخطورة الكبرى في العصور الأولى أن يؤلّه الإنسان في ضعفه قوى الطبيعة التي لم يعرف كيف يتحكم فيها؛ أما اليوم إذ يظن الإنسان أنه قادر على ذلك يؤلّه نفسه؛ أما المرتل فقد أدرك بوضوح قوة الله وحكمته في الطبيعة[383]. الأعداد [1-6] هي "مزمور الطبيعة"، يشبه المزمور 8، مع تركيز أعظم على إظهار إبداع الله، متأملاً في شيء من الرهبة جلال الله المعلن في الخليقة. انعكاس فكر كاتب المزمور 8 يكمن بالأكثر في لبعلاقة بين الخالق وخليقته، أما موضوع المزمور (19: 1-6) فقد ركز بالأكثر على إعلان الله في الخليقة. كل الخليقة هي في خدمة الله، واجبها أن تتغنى بحمد الله وأن تكون أداة للاعلان عنه. السموات والجَلَد والنهار والليل كلها شهود وُهبت القدرة على الحديث عن الجلال الإلهي وعظمة عمل الخالق. فالسيد يُعرف خلال عمله[384]. v أعطى الله بواسطة كلمته، للكون ترتيبه وتدبيره، حتى يمكن للبشر أن يتعرفوا عليه بطريقة ما خلال أعماله ما دام هو بطبعه غير منظور. غالبًا ما يُعرف الفنان بأعماله حتى وإن لم يره الشخص |
||||
15 - 09 - 2020, 05:46 PM | رقم المشاركة : ( 6 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: تفسير سفر المزامير - مزمور 19- لله يعلن عن ذاته
v أعطى الله بواسطة كلمته، للكون ترتيبه وتدبيره، حتى يمكن للبشر أن يتعرفوا عليه بطريقة ما خلال أعماله ما دام هو بطبعه غير منظور. غالبًا ما يُعرف الفنان بأعماله حتى وإن لم يره الشخص البابا أثناسيوس الرسولي v ربما تصمت السموات، لكن التطلع إليها يصدر صوتًا أعلى من صوت البوق، يثقفنا لا بسماع الأذن وإنما باستخدام العين، فإن الأخيرة (تقدم معلومات) أكثر تأكيدًا ودقة من الأولى القديس يوحنا الذهبي الفم لا يذكر "الله" في هذا القسم [1-6] إلا مرة واحدة. وقد استخدم إسم "إل EL"، أي القدير، بكونه إسم الله كخالق. أما في الأقسام التالية للمزمور حيث يعلن الله عن ذاته خلال كلمته وخبرتنا اليومية، فيستخدم إسم "يهوه"، الاسم الخاص به كإله يقيم عهدًا. وقد رفض Gaebelein النظريات القائلة بوجود كتَّاب لأسفار موسى الخمسة استخدموا لقب الله "الوهيم" وآخرين استخدموا "يهوه"، وكأنه على الأقل يوجد كتابين لكل سفر أو مصدرين مختلفين للسفر الواحد مصدر الوهيمي والآخر Jehovish، الأمر الذي أثاره النقاد لمحاولة إنكار أن كاتب هذه الأسفار هو موسى النبي. يقول Gaebelein: [في الأصحاح الأول من الكتاب المقدس الذي يحتوي على بيان تاريخي للخليقة، جاء اسم الله "الوهيم" جمع "إل"، بينما في الأصحاح الثاني حيث يُرى الله مع الإنسان - خليقته - أُضيف استخدام "يهوه"[387]]. "السموات تذيع مجد الله" [1]. السموات هي الكتاب الذي يمكن للعالم كله أن يستقي منه معرفته بالله. يكشف علم الفلك عن بعض عجائب السموات غير المدركة. القليل الذي نعرفه عن ملايين النجوم والمجموعات الشمسية يكشف عن مجد الله، كما يقدم لنا شعورًا بالفرح إذ خلق الله الكون كله لأجلنا. فنحن الخليقة الترابة ننظر إلى فوق نحو السموات، متأملين أعمال الله، ممجدين إياه، لا نعيش كالحيوانات متطلعين بأنظارنا إلى أسفل نحو الرض. |
||||
15 - 09 - 2020, 05:46 PM | رقم المشاركة : ( 7 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: تفسير سفر المزامير - مزمور 19- لله يعلن عن ذاته
v ألا تسمع السموات وهي تبعث صوتًا خلال الرؤية (أي تتحدث معنا خلال تطلعنا إليها)، بينما ينطق النظام العجيب في كل الأمور بأكثر وضوح من بوقٍ؟ ألا ترى ساعات الليل والنهار مترابطة معًا بلا توقف، النظام البديع للشتاء والربيع وغيرهما من فصول السنة كأمر ثابت أكيد، والتزام البحر حدوده رغم دواماته وأمواجه؟ هكذا ترتبط كل الأمور بنظام مع جمالٍ وإبداع، كارزة بالخالق بصوت عالٍ ! القديس يوحنا الذهبي الفم * التناغم الرائع الذي للسموات يعلن عن الحكمة التي تشع في الخليقة وتبرز عظمة مجد الله من خلال الأمور المنظورة . القديس غريغوريوس أسقف نيصص v إن كانت المخلوقات عظيمة هكذا فكم تكون عظمة الخالق؟ إن كان هكذا جمال الأشياء المصنوعة، كم بالحري يكون جمال المهندس الأعظم صانع الكون؟! . ثيؤدورت أسقف قورش يبدأ هذا المزمور بالسموات؛ ويرى القديس أغسطينوس أن السموات هي البشيريين والرسل الذين يغيرون حياتنا الأرضية إلى حياة سماوية بقوة الروح القدس. الجَلَد الذي يخبر بعمل يدي الله، هو الحياة السماوية التي يتمتع بها المخلَّصون. |
||||
15 - 09 - 2020, 05:46 PM | رقم المشاركة : ( 8 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: تفسير سفر المزامير - مزمور 19- لله يعلن عن ذاته
السموات هي الكنيسة الحقيقية المقدسة هي التي يسكنها المخلص السماوي. إنها تشترك في التسابيح الملائكية وفي الشركة مع السمائيين. بحياتها السماوية تحمل قوة الشهادة لمخلصها المؤثرة أكثر من أي جدال آخر. v "السموات تحدث بمجد الله" [1]. الإنجيليون القديسون، الذين يسكن الله في داخلهم كما في السموات يعلنون عن مجد ربنا يسوع المسيح، أو ربما المجد الذي قدمه الابن للآب في حياته على الأرض. * السموات هي القديسون، الذين يرفرفون فوق الأرض، حاملين الرب. v إننا عمله، مخلوقون في المسيح يسوع لأعمال صالحة (أف 2: 10)؛ حقًا خلقنا الله ولم نخلق أنفسنا، ليس بشرًا فحسب وإنما خلقنا أناسًا أبرارًا إن كنا هكذا. القديس أغسطينوس يقول إشعياء النبي: "إرفعوا إلى العلاء عيونكم وانظروا من خلق هذه؛ من الذي يُخرج بعدد جندها يدعو كلها بأسماء، لكثرة القوة وكونه شديد القدرة لا يُفقد أحد" (إش 40: 26). v إن كنت تشك في عناية الله سلْ الأرض والسماء والشمس والقمر. سلْ الكائنات غير العاقلة والزروع... سلْ الصخور والجبال والكثبان الرملية والتلال. سلْ الليل والنهار؛ فإن عناية الله أوضح من الشمس وأشعتها، في كل مكان: في البراري والمدن المسكونة، على الأرض وفي البحار... أينما ذهبت تسمع شهادة ناطقة بهذه العناية الفائقة . القديس يوحنا الذهبي الفم |
||||
15 - 09 - 2020, 05:46 PM | رقم المشاركة : ( 9 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: تفسير سفر المزامير - مزمور 19- لله يعلن عن ذاته
v حقًا إن السموات بجمالها وعظمتها وما إلى ذلك تُدهش المتطلع إليها، وتجتاز به إلى العجب بالخالق؛ أما بالنسبة للنهار والليل، هل يمكن لهما أن يقدما لنا ذات الشيء؟ بلا شك، لا يقدما ذات الأمر، لكن ما يقدماه ليس بأقل مما تقدمه السموات، مثل التناسق والنظام الذي يتبعاه بدقة القديس يوحنا الذهبي الفم "يوم إلى يوم يبدي كلمة، وليل إلى ليل يظهر علمًا" [2]. كل الأيام والليالي هي ينابيع تفيض بمجد الله وتعلن مراحم الله ورعايته المتجددة في حياتنا. تفتح قلوبنا بالحب المتجاوب مع حب الله فنسمع صوته الإلهي إلينا بكلمة خاصة بنا، وينير أذهاننا بالعلم الروحي والمعرفة. مع كل نهار إذ يشرق شمس البّر ينطق المؤمنون بكلمات جديدة تعكس تجديدهم المستمر وخبرتهم مع الثالوث القدوس. تصير حياتهم ينبوعًا يفيض مياه حية بلا توقف. لا يعبر يوم إلا ويُظهر الله شهادة واضحة عن قدرته وحنِّوه. يساهم كل يوم في تقديم برهان جديد على أبّوة الله الحانية لنا. |
||||
15 - 09 - 2020, 05:47 PM | رقم المشاركة : ( 10 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: تفسير سفر المزامير - مزمور 19- لله يعلن عن ذاته
ونحن من جانبنا نشهد لإلهنا نهارًا وليلاً، أعني في الفرج والضيق. نشكر إلهنا على عطاياه، ونصلي إليه بثقة عندما يحل بنا ضيق. النهار والليل ينطقان معًا في حياتنا، معلنين حب الله. يمكننا أيضًا القول بإننا نمجد إلهنا نهارًا وليلاً، يكون النهار رمزًا للعمل والليل رمزًا للتأمل في الله... نمجده بجهادنا بنعمته وأيضًا بتأملنا في أسراره؛ وإن كان العمل والتأمل يمثلان حياة واحدة متكاملة. يرى القديس أغسطينوس أن النهار يشير إلى الروحانيين وأن الليل يشير إلى الجسدانيين؛ بالإيمان الحيّ يتمجد الله في هؤلاء وأولئك... * "يوم إلى يوم يبدي الكلمة". يعلن الروح للروحيين عن "حكمة الله" غير المتغير في كماله، وأن الكلمة الذي كان مع الله من البدء هو الله (يو 1: 1). "وليل إلى ليل يظهر علمًا"؛ هذا الجسد القابل للموت الذي يقدم الإيمان إلى غير الروحيين يصرخ إليهم كما لو كانوا واقفين بعيدًا عن المعرفة التي تتبع الإيمان. القديس أغسطينوس |
||||
|