الكنيسة القبطية واللاهوت الغربي
عندما تحدث "كالفن" عن الملائكة قال بأنه من واجبنا أن نبقي في جهل فيما لا تفيدنا معرفته، وبدأ بارث مناقشته أيضًا عن الملائكة في شيء من التردد (1). هذا ويميل اللاهوتيون الغربيون إلي تجنب الحديث عن السمائيين إلي حد كبير، حجتهم في هذا أن عقلية الإنسان المعاصر وإن كانت لا تعترض علي وجود الملائكة لاهوتيا أو منطقيا لكنها لا تتقبل الحديث عنهم سيكلوجيا. يتطلع البعض إلي الحديث عنهم كأساطير أو كخيال. أما بالنسبة للكنيسة القبطية فقد ترك السمائيون بصماتهم واضحة وقوية في كتابات أباء مدرسة الإسكندرية خاصة العلامة أوريجانوس، كما في التسابيح والأعياد والأيقنة والمباني الخ..
فمن جهة الكتابات احتلت فكرا واضحا في الكنيسة الأولي، خاصة مدرسة الإسكندرية، وذلك علي نهج الكتاب المقدس الذي تحدث عن السمائيين في سفر التكوين حتى سفر الرؤيا، ولم يكن هذا الحديث الطويل عبر العهدين بلا معني ولا هدف.
أما في التسابيح، فالكنيسة وهي تتقبل عربون الحياة السمائية مترقبة التشبه بملائكة الله تسبح معهم، وتطوبهم، وتطلب صلواتهم، وتقيم أعيادا لبعضهم، خاصة رؤساء الملائكة ميخائيل وروفائيل والأربعة مخلوقات الحية والأربعة عشرين قسيسا غير المتجسدين الخ..
اهتمت الكنيسة بأيقونات السمائيين إما بتصويرهم وحدهم أو الأحداث الخاصة بالسيد المسيح أو في أيقونات القديسين حيث يصورون حاملين الأكاليل علي هامات القديسين، إشارة إلي انفتاح السماء للمؤمنين وتشبه المؤمنين بالسمائيين.
وفي المباني الكنيسة تحتل الملائكة مكانًا هامًا لتأكيد أن الكنيسة ما هي إلا أيقونة السماء. في ذكصولجية (تمجيد) باكر نرنم: "السلام للكنيسة بيت الملائكة". وفي إحدى العظات القبطية القديمة تعرف الكنيسة: [هي موضوع التعزية؛ هي اجتماع الملائكة، وموضع الشاروبيم والسيرافيم] (3).