|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
وفى العشاء الأخير بدأ السيد المسيح يوبخ يهوذا على ما أضمره في قلبه من الشر، فقال لبطرس عند غسل الأرجل: "أنتم طاهرون ولكن ليس كلكم، لأنه عرف مسلمه. لذلك قال لستم كلكم طاهرين" (يو13: 10، 11). وقال أيضًا لتلاميذه ويهوذا في وسطهم: "لست أقول عن جميعكم، أنا أعلم الذين اخترتهم. لكن ليتم الكتاب، الذي يأكل معي الخبز رفع علىَّ عقبه" (يو13: 18). وحينما تذكر اللحظة الحاسمة، التي سوف تأتى حينما تصل خيانة يهوذا إلى قمتها، "اضطرب بالروح، وشهد وقال الحق الحق أقول لكم إن واحدًا منكم سيسلمني" (يو13: 21). في كل ذلك لم يشأ السيد المسيح أن يكشف يهوذا شخصيًا لسائر التلاميذ، فقال: "واحد منكم".. وقال: "أقول لكم الآن قبل أن يكون، حتى متى كان تؤمنون أنى أنا هو" (يو13: 19). كان ينبغي أن يخبرهم ليعلموا أنه سلّم نفسه للموت بإرادته وسلطانه، ولم يباغته شيء. لأن هذا هو دليل محبته، إذ بذل ذاته فداءً عن العالم. كان ينبغي أن يفهموا بعد أن يتم الفداء أنه هو الله الظاهر في الجسد (انظر 1تى3: 16). لهذا أخبرهم ولكنه لم يعرِّض يهوذا للخطر في وسط التلاميذ، ولم يخبرهم عن اسمه علانية، حتى "حزنوا جدًا وابتدأ كل واحد منهم يقول له هل أنا هو يا رب" (مت26: 22). و"كان التلاميذ ينظرون بعضهم إلى بعض، وهم محتارون في من قال عنه" (يو13: 22). |
|