"مَعي مُنذُ البَدْء" فتشير إلى التَّلاميذ الذين يشهدون للمسيح بفضل شركتهم مع المسيح، إذ أنَّهم رافقوه، وسمعوا تعليمه، وشاهدوا مجده على ما جاء في الكتب: "وأَنتُم شُهودٌ على هذه الأُمور" (لوقا 24: 48). ومن أجل نشر الإنجيل في العالم أجمع، أقام يسوع الرسل شهوداً له (أعمال 1: 8). ومن ثم عليهم أن يجاهروا رسمياً أمام الناس، بكل الأعمال التي حدثت، ابتداء من معمودية يوحنا حتى صعود يسوع، ولاسيما بقيامته التي جاءت مصداقاً على سيادته المطلقة (1: 22، 2: 32). ومن هنا تقوم سلطتنهم على اختبارهم الرُّوحي. حيث أنَّ الشَرط الأساسي للشَّهادة هو أن نكون مع المسيح، بمعنى أن نعرف الآب وأن نعرف يسوع. التِّلميذ الذي لم يعشْ مع المسيح ويختبره ويراه، لا يستطع أن يشهدَ له وعنه.