"إله الآلهة الرب تكلم،
ودعا الأرض من مشارق الشمس إلى مغاربها.
من صهيون حسن بهاء جماله.
الله يأتي جهارًا.
وإلهنا لا يصمت.
النار قدامه تتقد،
وحوله عاصف جدًا" [1-3].
إن كان الله يدعو المسكونة، سكان الأرض كلها، ليظهر معاملاته مع شعبه، فإنه يشرق على صهيون الجديدة، أي كنيسته، بكونها موضع اختياره، وقصره الملوكي المجيد: "من صهيون حسن بهاء جماله". جمالها إنما هو انعكاس "حسن بهاء جماله".
مادام المزمور يحذرنا من الانشغال بالشكليات في العبادة بلا روح أو تغطية سلوكنا الشرير بمظاهر خادعة، يؤكد لنا في مقدمة المزمور أن الله يطلب جمال كنيسته وصلاحها لا عن احتياج من جانبه وإنما كانعكاس لعمله الإلهي فيها. خلال العبادة بالروح والحق والسلوك المقدس يشرق عريس الكنيسة عليها، ويتجلى في داخلها فتستنير ببهائه، وتحمل جماله، وتتمتع بالطاعة لإرادته بفرح وسرور.
سرّ بهاء صهيون الجديدة هو عمل الروح القدس فيها، الذي يأخذ مما للمسيح ويخبرها، ليُشكّلها ويجّملها فتصير على مثال عريسها، تحمل سماته.
يقول القديس أغسطينوس: [في هذا الموضع (صهيون) كان التلاميذ الذين قبلوا الروح القدس المُرسل من السماء في يوم الخمسين بعد قيامته. عندئذ (ظهر) الإنجيل فالكرازة، وامتلأت الأرض بنعمة الإيمان].