لكن شكراً للرب، لأنه جاء آدم الأخير، الإنسان الثاني، والذي استطاع أن يُكرم الله على الأرض منفذاً كل وصاياه، فهو وحده الذي رفع عينيه نحو السماء مخاطباً الآب قائلاً: «أنا مجدتك على الأرض. العمل الذي أعطيتني لأعمل قد أكملته» (يو17: 4). وهو الذي قال لتلاميذه: «ليفهم العالم أني أحب الآب، وكما أوصاني الآب هكذا أفعل» (يو14: 31). ذاك الذي كانت الطاعة أمراً غريباً على طبيعته، لكنه تبارك اسمه .. «مع كونه ابناً تعلم الطاعة مما تألم به» (عب5: 8)!! ولقد ختم حياته بأعجب طاعة عندما «أطاع حتى الموت موت الصليب» (في2: 8).
وهكذا جلب مرة أخرى البركة، ورفع اللعنة، وهذا ما يشرحه لنا الرسول بولس: «لأنه كما بمعصية الإنسان الواحد جُعل الكثيرون خطاة، هكذا أيضاً بإطاعة الواحد سيُجعل الكثيرون أبراراً» (رو5 : 19).